عاد بنا فنان الخليج الاول حسين عبدالرضا سنوات للوراء اعاد بها مسلسلاته التي كان يعرضها التلفزيون نهاية السبعينات وحتى اواخر الثمانينات حين كان يشكل ثنائياً وثلاثياً ورباعياً خطيراً مع كل من سعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد وعلي المفيدي وآخرين وكل من مثل معهم حسين عبدالرضا كان نجمهم يلمع وهذا العام عاد عبدالرضا ليشكل ثنائياً جميلاً مع الفنان المخضرم خالد النفيسي من خلال حلقات مسلسل «الحيالة» المسلسل الذي «فجرت» فيه كاتبته فجر السعيد طاقات كوميدية كانت تناوش الكوميديا على استحياء.. فحلقات المسلسل التي منذ ان بدأت كنا نمارس «الضحك» على المواقف الكوميدية التي جاءت معظمها من حسين عبدالرضا من خلال كوميديا الموقف التي لاتعتمد على نص ولكنها تعتمد على مخزون الفنان الكوميدي وذكاء الفنان المقابل له دون الاخلال بروح النص او صلبه.. هنا تتمثل «براعة» حسين عبدالرضا وخالد النفيسي ومشاري البلام ومحمد الصيرفي الذي بدأ «يدهش» المشاهدين بمواقفه الكوميدية واقتناصه لفرص ذهبية ربما لو ذهبت فلن تعود له مجدداً ويعود الفضل في المقام الاول لاكتشاف الصيرفي لفجر السعيد التي اكتشفته ممثلاً بارعاً منذ اول ظهور له ولو ان عامر الحمود في مسلسله الاول لم يكتشف ذلك او ان الدور لم يكن ملائماً له بتاتاً..
نعود لأبطال «الحيالة» ولا ننسى هنا دور «فتون» فنانة عمان الاولى فخرية التي اجادت دورها باتقان حتى يخيل للمشاهد ان الدور لو اسند لغيرها لما تحقق لها النجاح..
حسين عبدالرضا وبعد توقفه الاضطراري العام الفارط الا ان عودته كانت «احمداً» وربما كان مصمماً وكما هو فنان كبير ان يعيدنا لأمجاده قبل عشرات السنين ويوثق مسلسلاً سيعاد بثه سنوات قادمة وستشاهدونه مجدداً بمزيد من الضحك وكأنكم تشاهدونه للوهلة الأولى..
ومن هنا تكمن خطورة الكوميديا السوداء التي تحفز المشاهد على الوقوف امام كل مشهد ومتابعة الحلقات وحدها دون سواها مع كثرة مايعرض على شاشات التلفزة..
وهنا ايضاً يقدم حسين عبدالرضا دروساً مجانية لهواة «التهريج» الذين يظنون انهم يقدمون كوميديا وهم أبعد ما يكونون منها..
درس لابد ان يستفيد منه جميع الممثلين سواء في الكويت او الخليج والاهم ان يتعلموا منه جيداً كيف يحدث الحوار وكيف يتعامل الممثل مع ملايين المشاهدين ليضحكهم بشكل جميل دون الاسفاف بوقتهم.. والانضمام الى «ايديولوجية» حسين عبدالرضا الكوميدية فربما نجحوا..
ملاحظة هامة
قد يلاحظ القارئ الكريم ان بعض المحررين في الصفحة ينتقدون برنامجاً او مسلسلاً او فناناً بعينه بينما يمتدحهم محرر آخر.. مما يضع القارئ في حيرة معتقداً اننا نمارس عليه دور «الازدواجية» وهنا احب ان اوضح ان حرية التعبير عن الرأي متاحة للجميع بشكل «فني» بحت.. ولا علاقة للعلاقات الشخصية في عملنا.. وربما كان هذا احد اسباب احترام القارئ لنا كصحيفة وكفريق عمل واحد.
|