وزارة قوية ورئيس وزراء قوي. هذا ما عقلت به بعض المصادر السياسية وهي تصف تعيين الحسين «لدولة السيد وصفى التل» الذي يعتبر أقوى الرؤساء لوضوحه وجرأته وصلابته وعلو ثقافته العسكرية والمدنية.
فقد كان من الأوائل في تخرجه من الجامعة الامريكية ببيروت ودرس العسكرية في ارقى الجامعات البريطانية وكان قائدا لإحدى كتائب جيش الانقاذ عام 1948 ويشهد جميع ضباط جيش الانقاذ باستبسال التل طوال فترة القتال حيث يتقدم الصفوف ويذكر جنوده كيف دمر فصيلاً يهودياً مدرعاً لوحدة مع بضعة من جنوده. والعواصم الشيوعية وجميع الاستعماريين الغربيين يكرهون التل لايمانه بقوميته وبوحدة «بر الشام».
ان تاريخ التل المشرف هو الذي اهله لرئاسة اقوى حكومة في احلك ظروف الاردن وذلك بعد تمادي التهويشات والتطاولات الغوغائية ضد السلطة الشرعية في البلاد.
وأخيراً جاء تعيين التل «ابن الاردن القوي الوفي» صفعة أخرى لليسار العميل، فاختار معه وزراء استحقوا المناصب لاستماتتهم في الدفاع عن وطنهم «الصغير الشجاع» والتفافهم حول رمز كفاحهم الحسين المقدام.
هذا وقد تميزت الأيام القليلة الماضية التي اعقبت تشكيل الحكومة الاردنية الاخيرة بالتحركات السياسية على مختلف الاتجاهات والمستويات.
ففي القاهرةقالت جريدة «الاهرام» ان مصر ترقب باهتمام كبير التطورات السياسية الاخيرة في الاردن بعد تكليف السيد وصفي التل برئاسة الوزارة الاردنية.
واضافت ان مصر تقدر تماما انه ليس من حقها التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد آخر ومع ذلك فإن مصر تجد نفسها في وضع لا تستطيع فيه التقليل من أهمية ما يجرى في الاردن واثره على الاتجاه العام للحوادث في العالم العربي.
ومضت الجريدة تقول انه من وجهة نظرمصر فإن السيد التل كان ابرز المحركين وراء الازمة بين السلطة الاردنية والمقاومة الفلسطينية في الشهر الماضي وكان هو القوة الحقيقية وراء الوزارة العسكرية التي رأسها الزعيم محمد داود التي لم تكن إلا شكلا كما انه كان القوة الحقيقية وراء الوزارة التي شكلها بعد ذلك السيد احمد طوقان.
واضافت: ان هذه العوامل مجتمعة كانت وراء القرار الذي اتخذه الرئيس انور السادات باستدعاء سفير مصر في عمان فوراً للتشاور معه في هذا التطور الخطير.
وأكدت مصادر في القاهرة في هذه الأثناء ان الزعيم الفدائي ياسر عرفات سيحضر مؤتمر القمة الثلاثي الذي يعقده رؤساء مصر والسودان وليبيا في القاهرة اليوم.
ومن المتوقع ان يكون الوضع الراهن في الاردن في طليعة المواضيع التي ستبحث خلال انعقاد مؤتمر القمة الثلاثي المقبل.
|