في مثل هذا اليوم من عام 1970 انتخب الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات رئيساً لجمهورية مصر العربية خلفاً للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان الرئيس السادات يعمل نائباً للرئيس جمال عبدالناصر وبعد وفاته تولى منصب الرئاسة بشكل مؤقت إلى أن تم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية حيث حصل على نسبة 04 ،90% من أصوات الناخبين.
كانت الأنظار في العالم العربي والغربي على حد سواء ترتقب ما سيحدث في مصر على المستوى السياسي بعد غياب عبدالناصر، وكانت التساؤلات تدور حول توجهات الرئيس الجديد وحول الشخصية الجديدة لمصر، والحقيقة أن الدول الكبرى في ذلك الوقت وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كانتا تترقبان أكثر من أية دولة أخرى. ذلك أن الاتحاد السوفييتي كان يريد أن يعرف ما إذا كان الرئيس الجديد سوف يغير من سياسته التي كان عبد الناصر يتبعها معهم أم لا.
ومن جهة أخرى كانت الولايات المتحدة تخشى ألا تكون السياسة الجديدة هي التصدي للسوفييت، وهي السياسة التي كان الرئيس عبد الناصر قد بدأ في اتباعها بعد أن لمس تقاعسهم عن إمداده بصواريخ «سام» المضادة للطائرات.
في حين ظل الرئيس السادات يعلن ويشير في كل خطاب ومناسبة له أنه سوف يسير على خطا الزعيم الراحل عبدالناصر، ولم يكن العالم ليتوقع أنه يتبع سياسة أخرى وهي سياسة المفاجأة، لقد اتخذ الرئيس السادات كثيراً من القرارات الحاسمة وغير المتوقعة في كثير من المجالات بعد توليه الرئاسة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، من ذلك قرار وقف إطلاق النار المشروط مع الإسرائيليين عام 1971، حيث إن كثيراً من الدول كانت تلح على الرئيس السادات في مسألة وقف إطلاق النار وفوجئ العالم به يقرر وقف إطلاق النار ولكن إذا انسحبت إسرائيل من أجزاء من شواطئ القناة.
قام الرئيس السادات بكثير من الإصلاحات والتغييرات على المستوى الداخلي أيضاً حيث قضى على كثير من الجماعات والمراكز القوية والتي كانت موجودة منذ فترة حكم عبد الناصر.
ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي والمناورات التي كانت ولا تزال تتم بين العرب والإسرائيليين دون ذكر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ذلك أن تعاملاته مع الوضع في العالم العربي والصراع مع إسرائيل كان مختلفاً ومفاجئاً أيضاً ، ولكن الأمر مذهل حتى للإسرائيليين أنفسهم في أحيان كثيرة.
|