في مثل هذا اليوم من عام 1815 وصل نابليون إلى منفاه في جزيرة سانت هيلين. بعد أن أمضى حياته في صراعات داخلية وخارجية انتهت به إلى المنفى. وقد تميزت سيرة حياته بالأسطورة، فهو الذي انطلق من لا شيء كي يصبح ظاهرة عصره.
استولى نابليون على السلطة بواسطة انقلاب عسكري ثم قوى كثيرا السلطة التنفيذية وأعلن نفسه إمبراطوراً وبذلك خان مبادئ الثورة التي كان الشعب الفرنسي يعقد عليها آمالاً كبيرة في حياة حرة ديمقراطية.
منع نابليون استخدام تعبير الجمهورية في القاموس الرسمي اعتباراً من عام 1807 هذا بعد أن استفاد من مؤسساتها - أي الجمهورية - كي يثبت سلطته الشخصية ثم سلطته المطلقة. واستطاع خلال فترة خمسة عشر عاما فقط إعادة تنظيم هيكلية الدولة والمجتمع في فرنسا، ومازالت آثار تلك الهيكلة وبعض معالمها موجودة حتى الآن، ومازالت المؤسسات التي قام نابليون ببنائها أعمدة أساسية في الجمهورية الفرنسية الحديثة. وقد كان نابليون يميل إلى ممارسة حكم فردي مطلق فلم يتردد بسجن معارضيه وتقييد الصحافة وكل أشكال التعبير، وأصبحت الحياة السياسية غائبة تقريبا في فترة حكمه. أما على الصعيد الخارجي فتبقى الحروب هي التي صاغت بالدرجة الأولى «أسطورة نابليون» بالرغم من أن فرنسا لم تكن قد بلغت القوة الكافية لخوض مثل تلك الحروب، ففي عام 1812 عاد نابليون من روسيا على رأس 25 ألف من جنوده الذين قهرتهم ثلوج روسيا وبردها الشديد. ليعود إلى بلده مهزوماً مقهورا، وليواجه مؤامرة داخلية تحاك ضده وتحاول النيل من حكمه، تخلى عن الحكم ونفي إلى جزيرة قريبة من سواحل إيطاليا، ثم هرب من منفاه ودخل فرنسا مرة أخرى، حيث رحبت به الجماهير الفرنسية مرة أخرى، ليقود حروبا أخرى هذه المرة في أوروبا الشرقية، وليخسر في هذه المرة الكثير وقد مني جيشه بخسارة كبيرة في معركة واترلو، ولينفى من جديد إلى جزيرة سانت هيلين في جنوب الأطلسي في عام 1815، حيث يصادف اليوم تاريخ نفيه.
توفي عام 1821 م مسموماً بالزرنيخ، بعد محاولات كثيرة لتوحيد أوروبا تحت رايته وبقوة السلاح.
|