في مثل هذا اليوم من عام 1993 تم ترشيح المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا لنيل جائزة نوبل، وحاز عليها بجدارة، كما حاز على عدة جوائز وشهادات شرف من جامعات عالمية لدوره الكبير في خدمة السلام والدفاع عن حقوق الإنسان.
ولد هذا القائد الإفريقي الكبير في منطقة ترانسكاي في إفريقيا الجنوبية عام 1918 لأب يعتبر هو رئيس قبيلته، توفي والده وهو مازال صغيراً ولم يكن قد اشتد عوده إلا أنه انتخب محل والده في استلام رئاسة القبيلة.
حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة فورت هار وفصل من الجامعة بتهمة الاشتراك في الإضراب الطلابي، لكنه تابع دراسته بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ حتى حصل على الشهادة ثم التحق بجامعة ويتواترساند لدراسة الحقوق.
شعر مانديلا وهو يتابع دراسته الجامعية بالظلم الكبير الذي يعنيه الأغلبية من السود تحت سلطة البيض الذين يحرمونهم من أبسط الحقوق، فانتسب إلى المجلس الوطني الإفريقي وكان له الدور البارز في بناء «اتحاد الشبيبة».
بعد حظر نشاط الحزب المجلس الوطني اعتقل مانديلا حتى عام 1961 وفي عام 1962 غادر إلى الجزائر للتدريب العسكري ولخوض دورات تدريبية. ولدى عودته تم القبض عليه بتهمة المغادرة بطريقة غير قانونية حيث حكمت المحكمة عليه ب 5 سنوات ثم حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بأعمال التخريب.
لم يغير مانديلا رأيه وهو في السجن وكان يشد همم المسجونين. أفرج عنه في 11 فبراير من عام 1990، وأعلن وقف الأعمال العسكرية والبدأ بالمفاوضات التي توجت بإقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993.
جرت انتخابات رسمية وشعبية وفاز مانديلا في 10 أيار 1994 برئاسة الحكومة. جسد مانديلا الحياة المليئة بالصراع من أجل الحرية والانعتاق فسخر لها شبابه وأمضى ثلاثة عقود خلف القضبان، ليخرج في النهاية بطلاً مظفراً تنهال عليه الجوائز والأوسمة من مختلف الهيئات والمنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية تكريماً له على نضاله و جهوده من أجل الحرية و حقوق الإنسان.
|