Saturday 15th november,2003 11370العدد السبت 20 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نسبة الغياب 80% نسبة الغياب 80%
لا للدراسة في رمضان

طالعت الكاريكاتير الذي رسمه الأخ المرزوق في عدد الجزيرة 11361 وتاريخ 11/9/1424هـ.. بخصوص الدراسة في شهر رمضان المبارك فأحببت أن أعلق على هذا الموضوع فأقول مستعيناً بالله: أتمنى فعلاً أن أجد إجابة شافية ومفيدة عن هذا السؤال: يا ترى ما هي الفائدة والحكمة من قرار الدراسة في شهر رمضان الكريم؟ وما هي الأهداف الإيجابية التي سوف نجنيها من وراء ذلك؟ في الحقيقة أنا أراها لا شيء البتة بل إن السلبيات والمساوئ هي الظاهرة على السطح من وراء هذا القرار الغريب العجيب، فالسلبيات طالت كل من له علاقة بالعملية التعليمية إلا متخذ القرار كما أظن.. رمضان شهر عبادة وصيام وقيام واستغفار واجتهاد في الطاعات وتقرب إلى المولى جل وعلا وليس شهر دراسة وامتحانات وحشو الكلام والتهزئ والسخرية والتهكم والتجريح والتي ربما صدرت من بعض المعلمين أو المعلمات أو حتى الطلاب بسبب الضغط النفسي والتوتر الذي يلاقيه هؤلاء من جراء الدراسة والتدريس في هذا الشهر المبارك.. نحن الآباء والأمهات نعاني كثيرا من هذا الأمر ناهيك عن أبنائنا فهم يعيشون كغيرهم في هذا الشهر مع سهر إجباري ونوم قليل وصيام طويل وشمس محرقة ومواصلات متعبة وأب مشغول وأم لا تدري ماذا تقدم للبيت أو الأولاد أو الزوج والأسرة.. متى نراجع لأطفالنا؟ متى نستذكر لهم دروسهم وكيف؟الوقت قصير جداً والمنهج صعب.. أما المعلمة لا تدري ماذا تفعل؟ متى تجهز الإفطار ومتى تهتم بالأبناء؟ متى تحضر لليوم التالي؟ ومتى تتفرغ لبيتها وأسرتها؟ كيف تؤدي عباداتها بكل راحة وطمأنينة بدون التفكير في غد مليء بالعمل والصراخ والكلام طوال خمس أو ست ساعات متى يكون تواصل أهلها وأقاربها وكيف؟ وقت عمل الأب متعارض مع وقت دراسة أبنائه فإما أن يوصلهم مبكرين جداً ليتمكن من الوصول إلى مقر عمله في الوقت المناسب وإما أن يذهب في وقتهم المحدد فيتأخر عن عمله.. المعلمون والمعلمات يتسابقون لإحضار التقارير الطبية سواء المشروعة منها أوغير المشروعة التي تشفع لهم وتخولهم الغياب دون خصم أو محاسبة.. الطلاب غياب مستمر وإن حضروا فتثاؤب ونوم وكسل وخمول وعدم تركيز وفقدان كبير للتحصيل الدراسي الأمثل فدرجات ضعيفة متواضعة في آخر المطاف.. وقت الخروج أيضاً غير مناسب على الإطلاق لرب الأسرة. هل يأتي بهم ومن ثم لا يعود إلى عمله أم يؤجر لهم أحد الباصات ويخسر الكثير خصوصاً إذا كان من ذوي الدخل المتدني أو المتوسط حتى.. أم يدعهم يعودون سيراً على الأقدام وفي ذلك خطر حقيقي عليهم وخصوصاً الطالبات صغيرات السن والطلاب.
يا ترى ما العمل إذن؟ كنا زمان ندرس بنظام واضح ووقت محدد ومعروف من شهر محرم وحتى ربيع الآخر ومن ثم نعود في جمادى الأولى وحتى نهاية شهر شعبان وتبدأ العطلة الصيفية حتى بعد عيد الأضحى المبارك وهكذا دون التقيد بفلك أونجوم أو حتى تقويم ومنازل.. وما أجمل تلك الأيام فقد كان كل شيء يسير على ما يرام ولا أدري لماذا لم نستمر كذلك ولماذا لا تعود الدراسة كما كانت في الماضي؟ وما هي المشكلة إن عدنا إلى ذلك النظام الرائع والذي يضمن الراحة للجميع.. هل تعلمون أعزائي أن هناك إحصائية ظهرت في إحدى الصحف المحلية العام الماضي تقول إن نسبة الغياب بين الطلاب وصلت إلى 80% في شهر رمضان.. إذن أعود وأقول ما هي الفائدة وإن كان هناك أدنى فائدة أو أهداف فنحن بالتأكيد لم ولن نحققها.. أم أن هذا القرار كان عشوائياً وغير صائب ومدروس.. هلا وجدنا إجابة؟

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
الرياض 11768
ص.ب: 155546

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved