* الرياض منصور البراك:
يعد جامع شيخ الإسلام بن تيمية بحي السويدي من أنشط بيوت الله في مدينة الرياض وفي أحياء غرب وجنوب الرياض بشكل خاص حيث يشهد هذا الجامع حركة دؤوبة بفضل الله ثم بدعم جماعته من أهل الحي والقائمين عليه من الإمام والمؤذن والعاملين معهما فقد عمر بإقامة الدورات العلمية لطلبة العلم في فصل الصيف منذ أكثر من عشرة أعوام بمشاركة العلماء ويحضرها طلاب العلم من داخل المملكة وخارجها كأول المساجد في إقامة مثل هذا النشاط وكذلك وجود مكتبة متميزة لطالب وطالبة العلم والمحاضرات المميزة والدروس العلمية التي شهدها هذا الجامع وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وموقع الجامع على الإنترنت وبالإضافة إلى كل ذلك يحضر صلاة التراويح يومياً في هذا الشهر الكريم بالجامع 3000 مصل يمتلئ بهم الجامع منهم 2000 رجل و1000 امرأة وقد قامت الجزيرة بزيارة لهذا الجامع والتقت بإمامه الشيخ فهد بن حسن الغرب الذي أنعم الله عليه بصوت ندي عذب ساهم في هذا الإقبال الكبير من المصلين حيث يقول في البداية:
لا شك بان للناس في هذا الشهر الكريم إقبالاً منقطع النظير، حتى يخيل إليك ان جميع الطرقات والبيوت والأسواق خالية وان جميع الناس في المساجد، وهذا بلا شك علامة خير وبشارة لكل محبي هذا الدين، ولذا فينبغي للإمام استغلال هذه الجموع، بإسداء النصح، وتبيين السنة في كيفية الصلاة، وتبيين الصفات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح، والتنبيه غير الممل على بعض المخالفات، وتوخي الحذر من إملال الناس وإدخال السآمة عليهم، وذلك باختبار العبارات المناسبة القصيرة التي توصل للهدف ولا تسئم السامع.
وعن أبرز الملاحظات التي ينبغي ان يلتفت إليها المصلون أثناء التراويح يقول الشيخ فهد هناك ملحوظات عامة وأخرى للنساء خاصة، أما العامة فهي:
- التأخر عن صلاة العشاء لقصد مسجد معين لإدراك صلاة التراويح فيه، مما يفوت الفريضة لإدراك السنة وهذا خطأ ظاهر، فالواجب التبكير أو الصلاة في أي مسجد قريب.
- تكرار الجماعات في المسجد الواحد، وهذا يحصل من المتأخرين عن صلاة العشاء وقد بدأ الإمام في صلاة التراويح، فتراهم يصلون العشاء جماعة مما يشوش على المصلين مع الإمام وعليهم هم كذلك، وكان الأولى دخولهم مع الإمام بنية العشاء ثم إتمام ما فاتهم بعد سلام الإمام. - ومن الملاحظات أيضا إطلاق العنان لأجهزة الجوال، سيما إذا كانت على أنغام موسيقية، وكان الأولى ان يجعل على الصامت أو الهزاز، مراعاة لحرمة الصلاة ولبيت الله ولمشاعر الخاشعين.
- وجلوس بعضهم وقد كبر الإمام تكبيرة الإحرام حتى قبيل ركوعه، ولم يضطرهم لذلك مرض ولا كبر.
أما الملحوظات الخاصة للنساء فيشير الشيخ فهد الغرب إلى أن منها:
- عدم تقدير بعض الأخوات هداهن الله لعظمة المكان والزمان فتراها تخرج من بيتها متعطرة عاصية بذلك نبيها صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك لبس الملابس غير الشرعية كالبنطلون أو المفتوح من الجانبين أو واضعة عباءتها على الكتفين، أو مخرجة عينيها أو تاركة العنان لكفيها، وكان الأولى بالمسلمة ان تخرج بلباسها الشرعي الذي بسط علماؤنا بيانه، وربما حضرت البعض بالسائق منفردة، مخالفة هدي نبيها صلى الله عليه وسلم، ومن مخالفات النساء عدم تقدير بعضهن لمكانة المسجد فترى بعضهن تحضر طفلها وتطعمه وتسقيه وربما غيرت ملابسه غير مراعية لنظافة المسجد والروائح المنبعثة جراء ذلك.
وحول جهود الجامع في توعية النساء يقول الإمام بالإضافة للكلمات والمحاضرات، فقد تم تجهيز مصلى خاص لذوات الأطفال، وتم توظيف ثلاث مشرفات يقمن بتسوية صفوف النساء، والإشراف على مصلى النساء، من حيث توزيع المياه والإشراف على نظافة المصلى.
إضافة للخيمة الدعوية التي يشرف عليها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بسلطانة توزع فيها الأشرطة والكتيبات.
وحول أبرز جهود جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الشهر الكريم يقول: إضافة لما سبق من مناشط دعوية، فقد تغيرت أوقات زيارة مكتبة الإمام ابن القيم العامة التابع للجامع بقسميها الرجالي والنسائي بما يتناسب وظروف طلاب العلم في هذا الشهر، فأصبح دوام المكتبة الرجالية من بعد الظهر إلى الرابعة والنصف عصراً، ومن بعد صلاة التراويح إلى الثانية عشر ليلاً. أما المكتبة النسائية فمن بعد الظهر إلى الثالثة، ومن بعد التراويح إلى الحادية عشرة والنصف ليلاً.
وكذا تم تعيين ثلاثة من حراس الأمن لتنظيم مواقف السيارات وتنظيم الباعة عند الأبواب بحيث لا يضايقون المصلين، وكذا حراسة مصلى النساء، وكف أذى الصبيان الصغار من الألعاب النارية المزعجة.
|