عشرة أيام ويغادرنا..
ولرمضان نكهة الطمأنينة ومذاق السَّكينة...
ولرمضان قدرة التأثير في انبعاث يقظة الضَّمير...، وصحوة الإحساس...
عشرة أيام ويغادرنا...
فما الذي تيقَّظت عليه الضمائر في الصدور، وصحت عليه المشاعر في الوجدان؟
ما الذي تحدَّثت به صدور الغادرين، أو الكاذبين، أو المرتشين؟، أو السارقين؟... وكيف صحت مشاعر الغاوين، أو المتبلِّدين، أو الذاتيين؟...
وهل سأل أحدهم نفسه: كيف ولماذا غدرت؟، ولماذا كذبت؟ وكيف ارتشيت؟ أو ما الذي فعلَت به سرقتُه، أو إلى أين ذهبَت به غوايتُه؟... وإلى أين وصلت ذاتُه النَّهمة، أو سقطَت به ذاتُه المتبلِّدة؟!...
أم سوف يجلس إلى نفسه هذا الإنسان لينهل ممَّا بقي من فرصة رمضان كي يواجه هذه النفس فيعاقبها قبل أن تُعاقَب؟
تُرى...
أيمكن لمن بنى بيته، وأسَّس خطوته، وركز عمود خيمته، وفرش بساط لقمته؟ ومدَّ لحاف ستره، ورفع على وجهه قناع ألوانه: غدراً، وكذباً، وسرقة، وغواية، ولا مبالاة، وأنانية أن ينقض هذا البناء ندماً، وأن يرجع عن خطوته تفكُّراً، وأن يكسر عموده أسفاً، وأن يلمَّ بساطه حسرةً، وأن يطوي لحافه ألماً، وأن يزيح أقنعته توبةً، فيتطَّهربالتفكُّر، والأسف، والحسرة، والألم، في توبة ذات عزم، وأوبة ذات صدق؟!...
وعشرة أيام ويغادرنا...
تُرى ما الذي سيحمله رمضان في جرابه عنَّا؟...
وكيف سيكون المرء منه يوم يفوق فلا يجد لحظةً من هذا الذي سيحظى منه وفيه بفرصة كي يتطَّهر؟...
|