مع أن التلفزيون السعودي تأخر قليلاً عن بعض الفضائيات في تغطية الحادث المؤسف الذي وقع مساء السبت الماضي في مجمع المحيا صوتاً وصورة إلا أن تأخره جعله يأتي بتغطية مميزة جداً أرجو ان تكون بداية موفقة وألا تكون هذه التغطية من موقع الحدث وفي وقت الحدث الأولى والأخيرة هذا ما نرجوه جميعاً.
وتغطية التلفزيون المميزة التي يشكر عليها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي قطعت الطريق على المتصدين في الماء العكر والمبالغين في الأرقام والأحداث، حقيقة نشكر تلفزيوننا العزيز عليها، وإن كان هذا واجبه تجاه المشاهدين، وواجب علينا ان نشكره، ونقف معه في هذا التوجه الذي يخدم الوطن بدون أدنى شك.
لقد تعوّد الناس ألا يطيلوا في الثناء على الإيجابيات لأنها محل اتفاق بين الطرفين، وفي مقابل ذلك فإنهم يطيلون في ذكر ما يعتقدونه سلبيات رغبة في التصحيح والتعديل، وعلى هذا فسأكتفي بهذه الإيجابية وأذكر ما أراه من ملحوظة في تعامل التلفزيون مع هذا الحدث، مع يقيني الكامل ان هذا الجهاز يقف عليه أشخاص إعلاميون من الطراز الأول وبخبرات عالية تفوق في النضج والعقل الكثير ممن يقف على القنوات ذات الطابع التجاري والاستهلاكي.
فملحوظتي الأولى على التلفزيون ان مذيع أو مقدم البرنامج في جولاته الميدانية في الأسواق والمجمعات التجارية لتغطية الأحداث الإرهابية كان يوجه أسئلته إلى المواطنين والمقيمين بشكل غير مقبول وهو: ما رأيك في التفجير الذي حدث؟!!
طبعاً هذا معنى السؤال وليس نصه.
وأنا أقول هل سيأتي من مجتمعنا المسالم المسلم أو من يسكن بين ظهرانينا ويقول ان هذه التفجيرات إيجابية.
فإجابة المواطن والمقيم معروفة سلفا وهي الاستنكار الشديد إضافة إلى ان هذا المواطن «أو المقيم» كان لحظتها مشغول البال في تسوقه أو أثناء تجوله فما الذي سيضيفه من جديد في قضية أشغلت العالم وتحتاج إلى حديث واقعي ومنطقي وروية وتفكير؟!
رأي المواطن مهم وصوته مطلوب لكن بطرق أكثر منهجية ودقة.
وفي اعتقادي الشخصي لو ان هذه المقابلات مع المواطنين والمتسوقين استعاض عنها التلفزيون العزيز بحوار مع أحد المختصين من أهل العلم والثقافة أو علماء النفس أو رجال الإعلام وكثيراً ما يفعل ذلك في كثير من برامجه لكان أجدى وأنفع، ولا استفاد المواطن والمقيم بشكل أفضل فقد لاحظنا ان ما قاله أول مواطن هو نفسه ما قاله وسيقوله من بعده آخر متسوق من ضيوف هذا البرنامج!!
وملحوظة أخرى على التلفزيون في هذه الأحداث، وهو انه ليس سراً أن انتقاء المتحدثين في هذه الموضوعات مهم ومهم جدا، إذ ليس من المقبول ان يأتي اختيارنا لضيف في أحد البرامج الحوارية ليتحدث عن هذه القضايا المقلقة، وهو من غير المختصين والمؤثرين في المشاهد.
نحن نعرف والجميع يعرف ان انتقاء الشخصيات ذات الطابع الاجتماعي والمقبولة لدى الناس هي التي ستخدم الحديث في هذه القضية، والتلفزيون السعودي أولى من غيره في كسب المشاهد من خلال تحقيق مثل هذه المقترحات، مع قناعتى بأن لتلفزيوننا الكثير من الإيجابيات التي لا تنكر.
فاكس 2092858
|