نعيش بحمد الله ومنته في أمن وأمان ورغد من العيش كل ذلك بفضل الله ثم بتطبيق أحكام الشريعة تحت ظل هذه القيادة وفقها الله لكل خير، فكانت هذه المملكة محط أنظار المسلمين ومهوى أفئدتهم كيف لا والحرمان الشريفان بها في أطهر بقاع الأرض، فعاش أبناء هذه البلاد والمقيمون فيها مطمئنين يغدون ويروحون لمعايشهم ويؤدون عبادتهم في أمن وأمان مستشعرين هذه النعمة شاكرين الله عليها، لكن هناك شرذمة أضلهم الشيطان فغلوا في الدين وعملوا المتشابه والتأويل فأراهم الحقَّ باطلاً والباطلَ حقاً وأعظم ذلك فاستحلوا قتل الأنفس المعصومة التي حرم الله إلا بحق وروعوا المسلمين وتعدوا على أموالهم بإتلافها وقد توعد الله سبحانه من قتل نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال سبحانه في حق المؤمن:{ومّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وغّضٌبّ اللَّهٍ عّلّيًهٌ ولّعّنّهٍ وأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا} وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ : {وإن كّانّ مٌن قّوًمُ بّيًنّكٍمً وبّيًنّهٍم مٌَيثّاقِ فّدٌيّةِ مٍَسّلَّمّةِ إلّى" أّهًلٌهٌ وتّحًرٌيرٍ رّقّبّةُ مٍَؤًمٌنّةُ} فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قُتل خطأً فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قُتل عمداً فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر وقد صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» كل هذه الأفعال تفسد على الناس معايشهم ولا يأمنون على أنفسهم فيكون المجتمع عرضة للقتل والنهب والسلب وغيرها وكل هذا مناف لشريعة الإسلام الخالد الذي أوجب عدم الاعتداء على المسلم أو المستأمن والمعاهد وقد تكفلت الشريعة للمسلم وغيره في بلاد المسلمين بحفظ الأنفس والأبدان لأنها معصومة باتفاق المسلمين فهل المسلم الحق يبيح لنفسه فعل ذلك وأن ليس بمسلم يستبيح ما حرم الله إذ كيف يتجرأ مسلم بأن يحاول أن يزعزع أمن المعتمرين والمسلمين في مكة أطهر بقاع الأرض أما قرأ قول الله تعالى: {وإذً جّعّلًنّا البّيًتّ مّثّابّةْ لٌَلنَّاسٌ وأّمًنْا} يعني بذلك حرم مكة إذا دخله خائف أمن من كل سوء، لكن ليعلم هؤلاء أن من أراد العبث أو المساس بأمن القاصدين لبيت الله وترويعهم فإنه لا يستطيع لأن الله سبحانه تكفل بحفظ ذلك كما قال سبحانه {ومّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ} ،وكذلك ما فعلوه في مدينة الرياض - حرسها الله - من تفجيرات راح ضحيتها مسلمون أبرياء، فالله حسيبهم ، لكن دائرة السوء ستكون بمشيئة الله عليهم وسيطبق فيهم شرع الله، ونصيحتي لمن تلوث فكره بهذا المنهج أن يتقي الله يوم يقف بين يديه وأن يجعل أهل العلم الراسخين هم مصدر تلقي العلم منهم، وكذلك الالتزام بجماعة المسلمين وعدم الفرقة والله سبحانه تعالى يقول في ذلك: {واعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ اللَّهٌ جّمٌيعْا ولا تّفّرَّقٍوا} وأن لا يأخذ ولا يتلقى ممن لا يوثق بعلمه، وعلى الجميع أن يلتفوا حول ولاة أمرهم وعلمائهم ففي ذلك إن شاء الله سعادتهم في الدارين، وكذلك على الجميع التعاون بالحفاظ على هذا البلد وأن نكون يداً واحدة تصفع كل من يحاول المساس بأمن هذا البلد وزعزعته، والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها وولاة أمرها وعلماءها، وأن يدحر كيد الكائدين وشر المفسدين، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
(*) مدير مركز الدعوة والإرشادة بالرياض
|