Friday 14th november,2003 11369العدد الجمعة 19 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

8-11-1390هـ الموافق 5-1-1971م العدد 326 8-11-1390هـ الموافق 5-1-1971م العدد 326
حديث الأسبوع
بقلم: محمد مفيد عزة الخيمي

يا أخي المسلم:
ان الاسلام قرر مبدأ الانفاق في سبيل الله وجعله أمراً مفروضاً على أغنياء المسلمين لتحقيق مبدأ الكفالة الاجتماعية لأبناء المجتمع الاسلامي، للفقراء والمعوزين وذوي الحاجة ممن لايستطيعون القيام بعمل للكسب وسد حاجاتهم. فالمجتمع الإسلامي يجب أن لا يكون فيه متسولون متسكعون في المساجد والطرقات العامة وأن لا يوجد فيه بيت فقير أو أسرة محرومة لأن الله جعل في أموال أغنياء المسلمين حقاً معلوما للسائل والمحروم.
والملاحظ يا أخي المسلم: أن أصحاب الغنى واليسار من المسلمين اليوم انصرفوا إلى لذاتهم وشهواتهم ناسين أو متناسين أن لهم في المجتمع اخواناً محرومين محتاجين، يتضورون ألماً من الجوع لا يجدون ما يسدون به رمقهم، وتفتت أحشاؤهم من المرض ولا يجدون ثمن العلاج لشفائهم تسلط عليهم الجهل والفقر والمرض. الذي ينذر بفنائهم كما ينذر بفناء الأمة ويجعلها أثراً بعد عين. ذلك عقوبة لهؤلاء في الحياة الدنيا وعقوبة الآخرة أشد هولا وأبقى ألما.
فيا أخي المسلم: من غنى لا يؤدي حق ماله إلى هؤلاء المحتاجين إلا وكان من الهالكين يوم الفزع الأكبر.
لما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقاً إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله أما إلى الجنة وأما إلى النار).
قيل يا رسول الله: فالابل؟ قال: (ولا صاحب ابل لايؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها، الا اذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحداً، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما إلى الجنة واما إلى النار).
قيل: يارسول الله (فالبقر والغنم؟ قال: (ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقا إلا اذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما إلى الجنة واما إلى النار).
قيل يارسول الله: فالخيل؟ قال: (الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر: فرجل ربطها رياء وفخراً ونواء على أهل الاسلام فهي له وزر، وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها، فهي له ستر وأما التي هي له أجر: فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الاسلام في مرج وروضة، فما أكلت من ذلك المرج أوالروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه، ولايريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات).
قيل يارسول الله، فالحمر؟ قال: (ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره».
يا أخي المسلم:
لقد عنيت هذه الشريعة السماوية السامقة بكل مايكفل للمجتمع الأمن والطمأنينة والاستقرار وعدم حرمان الفقراء من أبنائه مما يتمتع به اخوانهم الأغنياء، وبهذه الكفالة تتحقق الأمور التالية:
1- نجاتك يوم القيام من عذاب يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون.
2- الارتفاع بأفراد المجتمع الاسلامي إلى المستوى المرموق والقضاء على الفقر.
3- إنك تكون قد ضربت أروع الأمثلة بتلك الكفالة للمجتمعات التي تتخبط في تطبيق النظريات الوضعية تكون عملت على القضاء على فكرة غزو تلك النظريات الهدامة لبلاد المسلمين، واحلالها محل الاسلام كما حدث في بعض البلدان العربية الأمر الذي أدى إلى سحل المسلمين في الشوارع، وتهديم المساجد على رؤوسهم، وإذاقتهم أبشع وأشنع صور التعذيب في السجون.
4- تتقي خطر الفقراء والمحتاجين والمحرومين وحقدهم عليك وكراهيتهم لك وتحصل على حبهم لك.
5- انك تكون أحللت المحبة والوئام في المجتمع محل البغضاء والحقد والخصام.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved