* نعم إن رمضان فرحة في نفسي، فرحة تتكرر في كل عام، لقد مارست هذه الفرحة منذ أن عرفت الدنيا، ففي الصغر كنا نستقبل رمضان بفرحة كبيرة. فمنذ اللحظة الأولى لدخوله تطلق المدافع احدى وعشرين طلقة ايذانا ببدء الصيام. فمع كل طلقة مدفع كنا نصيح ونهلل ونكبر. ثم بعد ذلك في شهر رمضان يتغير روتين الحياة اليومية، فصوم بالنهار وسهر بالليل وقضاء الأنوار في البيوت والشوارع والمحلات. ففي الأسرة مثلا الأم جزاها الله خيراً تحاول جاهدة ما أمكنها أن تعمل من أصناف الطعام والحلويات أشكالاً كثيرة في كل يوم وهذا يعني شيئاً كثيراً للطفل.
وفي هذا الشهر تزيد الفرحة أيضاً بما يجلبه الأب لأطفاله من ملابس وكسوة جديدة وفي نهاية الشهر يأتي العيد بمظاهره الجميلة ومراجيحه وحلوياته وعيدياته، من هنا نستطيع أن نقول أن هناك ارتباطاً شرطياً كما يقول علماء النفس بين قدوم شهر الصوم والأفراح المقترنة بقدومه،فإذا ذكر رمضان ذكرت أفراحه، فمنذ أن عرفت رمضان أشعر بالفرحة وعندما كبرت وأصبحت رب أسرة أصبحت الفرحة تأخذ شكلاً آخر لأن رب الأسرة أصبح هو مصدر فرحة لأسرته وأطفاله بما يجلبه لهم من أسباب السعادة، وبالطبع عندما يسري رب الأسرة أسرته فرحة وسعيدة تزداد فرحته هو.
أضف إلى ذلك أن للصائم فرحتين فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه، كيف لا نفرح وبشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. فهذه فرحة للإنسان بأن يتخلص من ذنوبه ويكفر عن سيئاته، فهذه أعظم فرحة، فبارك الله لنا في رمضان ووفقنا لقيامه وصيامه.
* اللهم أنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا.
* لاشك أنه كلما عاش المرء تتسع أمانيه ويزداد حجمها، فأماني الإنسان كثيرة منها ما هو ثابت مثل أماني العفو والعافية والنجاة من النار. ومنها ما هو متغير بحسب الظروف والمناسبات. ففي ظروفنا الحالية أتمنى على الله أن يزيل هذه الغمة وهذا الهم عن الأمة العربية والإسلامية ويزيل اسرائيل عدوة البشرية. وترجع فلسطين عربية مسلمة، وأتمنى على الله أن يحفظ لنا أمننا ورخاءنا في هذا البلد الأمين ويبقي لنا ما نحب وأن يعيد علينا هذا الشهر باليمن والخير والبركات.
|