في مثل هذا اليوم من عام 1960 أنشئت منظمة الأوبك كمنظمة حكومية دولية دائمة، وذلك أثناء انعقاد مؤتمر ببغداد. كان من بين الدول المشتركة في المنظمة عند إنشائها إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا. وكان الهدف من إنشاء المنظمة هو تنسيق وتوحيد سياسات تداول النفط بين الدول الأعضاء، وذلك لضمان أسعار مستقرة لمنتجي النفط بالإضافة إلى ضمان تزويد الدول المستهلكة للنفط بشكل دائم وبكميات كافية. كما روعي عند إنشائها أن تدر عملية تصدير النفط على المصدرين وأولئك الذين يستثمرون في صناعته العائدات المالية الجيدة. وتعتبر هذه الأهداف المتفق على تحقيقها أهدافاً أساسية بالنسبة لأي اتحاد أو حكومة، كما أن أياً من حكومات الدول المصدرة للبترول تضع نصب أعينها في أول الأمر حصولها على رأس مال يرضيها من عمليات التصدير تلك.
يذكر أن منظمة الأوبك دائماً لم تكن تجد صعوبة في تقرير أسعار النفط والتحكم بها منذ التأسيس في 1960. وبالرغم من تمكن المنظمة من السيطرة على هذه الصناعة إلى حد ما في الفترة من 1970 إلى 1980، إلا أنه يمكن القول بأن هذا النجاح في التحكم بالأسعار خلال تلك الفترة كان يرجع للتأثير الأمريكي والحالة العامة في الاسواق العالمية بنسبة أكبر من تحكم القرارات المتخذة من داخل أوبك نفسها.
وكانت حالة التعامل في مجال إنتاج النفط في العالم قبل 1960، أي قبل إنشاء المنظمة كما يلي: كانت توجد عدة شركات تحتكر صناعة وإنتاج النفط. من بين هذه الشركات شركة بي بي- إيسسو - شيل - جالف - وموبيل. تحكمت هذه الشركات بأسعار النفط بشكل تام. بل اتحد أصحاب هذه الشركات فيما بينهم وكونوا اتحاداً مصغراً. علاوة على ذلك كانت هذه الشركات لا تكتفي بمرحلة معينة من مراحل إنتاج النفط ولكنها كانت تتدخل في كل مراحل معالجة المنتج. كانت هذه الشركات تسيطر على عمليات الاستكشاف والإنتاج والنقل والتسويق والتصفية. والأسوأ من ذلك أن هذه الشركات كانت على علاقة بحكومات الدول المنتجة والمصدرة للبترول حيث كانت تعمل على تقديم العون لها في عمليات الترويج وما إلى ذلك.
| 
