صدور رواية «موبي ديك» لميلفل

  في مثل هذا اليوم من عام 1851 نشرت رواية الكاتب الأمريكي الشهير هيرمان ميلفل «موبي ديك». تتسابق هذه الرواية الآن في أمريكا لتحتل المركز الأول ضمن مبيعات الروايات الأدبية المهمة في تاريخ الولايات المتحدة. والطريف في الأمر أن الرواية لم تصل إلى هذه الشهرة والسمعة الجيدة عند صدورها لأول مرة. ذلك أن النقاد وصفوها بالطول الشديد حتى أن البعض وصفها بالملل. وتعتبر الرواية من ضمن روايات المغامرات البحرية والرحلات فيما يعرف في مجال القصص بأدب الرحلات. والمهم في الأمر أنها تحكي قصة الكاتب نفسه أو لنقل أنها مستوحاة من تاريخ رحلاته الخاص وما واجهه في حياته. فقد كان هيرمان ميلفل بحاراً صغيراً يتنقل بين شواطئ العالم بعد أن ترك دراسته وبيته وبحث عن عمل في البحر.
ولما كانت الرواية تحكي عن سفينة لصيد الحيتان والأسماك الكبيرة، تلك الصناعة التي كانت منتشرة على الشواطئ الأمريكية في ذلك الوقت، وكانت تعتمد في أحداثها الرمزية على ذلك، فإن ذلك أدى إلى عدم انتشارها ورواجها وقت انتشارها حيث كانت هذه الصناعة والحرفة قد انقرضت ولم يعد للناس رغبة في قراءة أخبارها أو ما يحاك عنها من روايات. واندثرت الرواية بعدما حارب مؤلفها من أجل الدفاع عنها وإقناع الناس بها إلى أن جاءت فترة العشرينات من القرن الماضي. بدأ الدارسون في هذه الفترة بالبحث عن هذه الرواية المندثرة ودراستها من جديد حيث كانت تقام عليها الدراسات ورسائل الدكتوراه من أجل ما تحمله من درجات من الرمزية ربما لم يتمكن الناس وقت نشرها من فهمها.