تصادف هذا اليوم ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في عام 1889، الذي يعتبر واحداً من الأركان الأساسية للفكر العربي المعاصر . حيث بقي فكره منارة ورافداً قوياً للمفكرين العرب في مواجهات التحديات الأدبية والثقافية . وبميلاده تبدأ حقبة غنية بالكفاح الإنساني والفكري لرجل صاحب منهج أصبح اليوم مدرسة تغذي الأجيال بالفكر والمعرفة.
بدأت رحلة طه حسين من قرية صغيرة بصعيد مصر، حيث ولد هذا المفكر الصغير لأب هو حسين بن علي الذي كان موظفاً في شركة السكر وانجب ثلاثة عشر ولداً كان سابعهم في الترتيب «طه» الذي اصابه رمد فعالجه الحلاق علاجاً ذهب بعينيه (كما يقول هو عن نفسه في كتاب «الأيام»).
ومنذ صغره أرسله والده إلى الكتّاب حيث تعلم قراءة وكتابة القرآن الكريم. وعندما «ختمه»، أرسل إلى جامعة الأزهر حيث تعلم الدين الإسلامي والأدب العربي. وفي عام 1908 سمع طه حسين بإنشاء جامعة لتطوير التعليم الوطني في مصر الواقعة تحت الانتداب البريطاني. وقد رغب في الانتساب إلى تلك الجامعة، رغم كونه فقيرا وضريرا. وبالفعل فقد تم قبوله في تلك الجامعة، متخطيا الكثير من الموانع. وقال في مقال نشره في «الأيام» في ما بعد، ان يوم دخوله تلك الجامعة كان اليوم الذي انفتحت فيه أمامه أبواب المعرفة الواسعة. وكان الطالب الأول الذي تخرج من تلك الجامعة حائزا على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي على أطروحته عن «أبي العلاء المعري»، الشاعر والفيلسوف العربي والذي كان هو الآخر ضريرا.
سافر إلى فرنسا في بعثة والتقى سوزان، التي كانت تساعده بقراءة المراجع التي يحتاجها ولا تتوفر مكتوبة بطريقة «بريل». وقد صارت فيما بعد زوجته ورفيقته ومساعدته وأم أولاده وحبه الكبير وصديقته الفضلى. وقد قال انه منذ سماعه «صوتها العذب» لم يعرف قلبه الألم.
وفي فرنسا تخصص طه حسين بالأدب والدراسات الكلاسيكية، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون.
منح طه حسين أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات عالمية فرنسية وبريطانية وإسبانية وإيطالية.
توفي طه حسين في تشرين الأول 1973 بعد أن قدم للأجيال العربية دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي ومقالات سياسية وأعمال أدبية، سترثها الأجيال جيلاً بعد آخر.
|