لي والدة تحتاجني كثيراً فأقضي لها حاجاتها مالم أكن مسافراً فيقوم بعض ولدي بخدمتها، سافرت للتجارة إلى العين، واطلت المكث هناك فاتصلت بها فألزمتني بالرجوع فرجعت بعد مدة لكنها كانت غاضبة.
وماذا أفعل، وقد كان سبب التأخر سفر بعيد وعمل ضروري شاق، قالت لي: ان فعلتها اخرى اصابك الله ما اصاب جريجاً.
* والدتي أجلها اقدرها لكن احياناً مثل سفري هذا ما أفعل؟
ومن هو جريج..؟
ع.أ.ع.. القصيم.. بريدة.
- لست أرى حرجاً مما قمت به ورسالتك تقوم براً وصلة «وإنما الأعمال بالنيات».
كما جاء في الصحيح دارها وانظر خاطرها بنية صالحة صادقة دائمة.
ولا عليك إن شاء الله تعالى من غضبها، فأنت في تجارة ضرورية وهناك في غيبتك من يقوم مقامك وهذا من بر ولدك بك، ما دمت باراً بها، ولكنها من زيادة المحبة والوله كلما أبطأت عنها فقدتك كثيراً.
آنسها وداوم على برها والسير على ما تراه بهدوء وتذلل.
أما قصة جريج فقد ورد في البخاري ومسلم وسجلها النووي في «رياضه» الجليل جاء هناك «وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم وصاحب جريج، وكان جريج رجلاً عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالت: يا جريج.
فقال: يارب أمي وصلاتي.
فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: ما يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد اتته وهو يصلي فقالت: يا جريج.
فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته.
فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه «المومسات».
فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت: ان شئتم لأفتننَّه، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه.
فقال: ماشأنكم؟
قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك.
قال: أين الصبي..؟
فجاؤوا به.
فقال: دعوني حتى أصلي.
فصلى، فلما انصرف أتى الصبي نطق في بطنه وقال:
يا غلام من أبوك..؟
قال: فلان الراعي.
فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به.
وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب،
قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت.
ففعلوا إلخ وهي قصة جديرة جداً بالتأمل.
ولا خوف عليك إن شاء الله تعالى مما ذكرته لك عن جريج فإن الدعاء على قدر المظالم، والمرء يعرف نفسه جيداً حتى وان برر وعلل واحتالت عليه نفسه فإنه في حال صفاء النفس يدرك هل هو ظالم؟ونوع ظلمه وطريقته في الظلم ومن هو المظلوم الذي نال منه حساً أو معنى.
آنس الوالدة وتحبب إليها وبين لها عن سفرك مرة اخرى أنك تريد السفر ولا تذكر لها انك سوف تعود في يوم معين بل اجعل الموعد موعد العودة مطلقاً وبين لها الا تقلق او تهتهم لأنك تكون في شغل مهم يستدعي السفر مع عدم تحديد مدة معينة واتصل بها كثيراً حال السفر، وآنسها وأدخل عليها السرور كذلك، وهناك اضطرابات نفسية مقلقة تجاه الاجتهاد العلمي. وأصول الفقه ونشأته/ وهل الصحابة هم الذين: وضعوا هذا العلم؟
| 
