أتيت إليكم من بعد انقطاع وها أنا اتي إليك بكل شوق وحب، شوق يجعلني اسطر حروفي بين صفحاتك، عزيزتي انت النور الذي يقتل ظلام افكاري المحجوبه بداخلي وانت البلسم الذي يداوي هموما تجتاح خاطري وخاطر الزملاء من حولي، يا من استطعت بوسع صدرك أن تنقلي أفكار الجميع، ها أنا آتيك من جديد من عاصمة الربيع (حفر الباطن) ها هي حروفي ترقص فرحا وشوقا بلقائك ها هو ورقك الجميل يزيِّن حروفي وكلماتي، عزيزتي اصبحنا نسافر من خلالك بدون جواز سفر أو حتى تذاكر، نسافر من خلالك إلى جميع أرجاء الوطن الغالي ناقلين افراحنا وهمومنا وخواطرنا وأفكارنا لا توجد عوائق أو وساطات دونك من القلب إلى القلب مباشرة.
عزيزتي: عندما شاهدت مجموعة من الطلاب يتوافدون إلى أحد المقاهي بالصباح الباكر ومعهم كتبهم الدراسية بدأت اسأل نفسي بعض الاسئلة علي اجد سبباً لذلك فقلت في نفسي عسى أن يكون هناك نشاط لا صفي يقام في هذا المقهى ويشرف عليه أحد المعلمين؟!! أو لعل هناك تكريما للطلاب المتفوقين في بادرة طيبة من صاحب هذا المقهى!! أو هناك دورة عن احتياج سوق العمل يقدمها هذا المقهى لطلاب الصف الثالث الثانوي وبدأت أمني نفسي لأخرج من هذا الشعور تجاه هذا المنظر المحزن جداً حتى وصلت إلى مرحلة أن أقنع نفسي بأن هذا المقهى هو الذي حطم لدي جميع انواع التفاؤل فوضعني امام الامر الواقع لأهرب بعدها وأناقش الاسباب التي ادت إلى ان «المقاهي تقوم باحتضان طلابنا مع غفلة من الآباء» عن متابعة تحصيل ابنائهم مما جعل لذلك دورا كبيرا أن يسيطر رفقاء السوء على الابن وجعله يرتاد هذه المقاهي دون أي خوف في ظل غياب الرقابة، كذلك فإن للمدرسة دورا بالغاً في تفشي هذه الظاهرة السيئة، ومن ذلك الجو الممل الذي يعيشه الطالب في المدرسة على الرغم من أن وزارة التربية والتعليم قد حرصت منذ سنوات على توفير الجور الترفيهي والأنشطة الطلابية التي تلبي رغبات وميول الطلاب والتركيز على اقامة البرامج المركزية على مستوى إدارة التربية والتعليم بجميع المناطق وكذلك اقامة البرامج الداخلية الا ان هناك مدارس تطبِّق هذه البرامج على الورق فقط!! فالحشو الذهني من المعلومات والمعارف هو السائد في مدارسنا. وكذلك فان المجتمع يتحمل المسئولية فهو من سمح لهذه المقاهي بأن تتاجر بأبنائنا وتفتح أبوابها مع اشراقة الصباح رغم ان معظم المجتمع إما طالب وإما موظف.انهم ابناؤنا وهم ثروة الوطن الغالي وهم من يحملون على عاتقهم خدمة دينهم ثم مليكهم فهم يرفعون العلم الاخضر خفاقا عاليا في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني - حفظهم الله- (هم شبابنا لا نريد ان تحترق طموحاتهم مع جمر المعسل والشيشة)،
اعزائي اتمنى من الله ان يجنب ابناءكم هذه المقاهي وعلى الوفاء نلتقي، والله الموفق.
داهي بن جديع الغفيلي
مدرسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الابتدائية بحفر الباطن
|