تتحدث الأوساط الثقافية بصفة مستمرة عن مسمى المعاقين واستبداله بذوي الاحتياجات الخاصة وعن أهمية ذلك في رفع معنوياتهم ودفع عزائمهم، ولكن المسمى الاول ما زال هو المتداول في واحدة من اكبر المؤسسات التربوية في المملكة وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم، فبالرغم من ان الجامعة لا يعوزها معرفة الدلالة اللغوية للمسميين ولا البعد النفسي لهما فإنها ما زالت تصر على مسمى المعاق والذي يقضي مسبقا بعدم وصول الشخص الى هدفه.
على مداخل المصاعد في الجامعة هناك لافتة تقول إن استخدام المصاعد للمعاقين فقط مما يجعل ذا الاحتياجات الخاصة يختار بين ان يقرَّ بأن حالته قد أعاقته عن هدفه ويستخدم المصعد او يستخدم الدرج.
وقد استوقفني قبل فترة أحد الاعلانات الصادرة عن قسم المحاسبة وبأعلاه كتبت عبارة بهذه الصيغة «على الطلاب الآتية أسماؤهم مراجعة قسم المحاسبة لاستلام مكافأة الاعاقة»، وتخيلوا جميعا معي ذلك الفرد القادر بذهنه والمجتهد بدراسته المبتلى بفقد أو عدم اكتمال احدى حواسه او اعضائه تخيلوه يقرأ هذا الاعلان ويعلم بقراءة جميع الطلاب لاسمه وقد نعت بالمعاق وما اشد وقع هذه الكلمة، لقد مكث طويلا يجاهد بفكره ليثبت للجميع بأنه سالم معافى فكريا وهو الاهم وانه مستحق لحمل لواء العمل والتعليم بل واحق من كثير من الاصحاء بأجسادهم وفي غمرة اجتهاد يصفع بهذه الكلمة من احد اهم أقسام احدى اكبر الجامعات في المملكة.
ولأن آثار الخطأ تتأثر مباشرة بماهيته وحجم الجهة التي صدر منها فاننا نستنكر تداول مسمى المعاقين رسميا في فرع جامعة الامام بالقصيم آملين التوفيق في طرح هذه القضية وآملين تجاوب المسؤولين معها.
|