لك المطالعُ والأمجادُ والظفرُ
وخافقٌ ما سرى في نبضه ضجرُ
لكَ افترارُ الأقاحي في مياسمها
حمراءَ يغفو على أهدابها المطرُ
«سلطان» أنتمْ ضياءُ المجدِ يغمرُنا
والبحرُ أنتمْ وفي أعماقه الدررُ
«سلطان» يا نفحةَ المسكِ التي عبَقَتْ
يستافُها الغارُ والحوذانُ والشجرُ
مشمرٌ في ميادين الوغى أبداً
وبالعفافِ وتقوى الله مؤتزِرُ
أنارَ فكرُكَ فينا كلَّ حالكةٍ
كما يُنيرُ سوادَ الليلة القمرُ
إنّا ألفناكَ مثلَ النخلِ في كرمٍ
يجودُ منهُ علينا الظلُ والثمرُ
في بُرْدتيكُمْ نلوذُ دونما وجلٍ
من راحتيكم لنا الوسميُّ ينهمرُ
متيّمٌ في هوى نجدٍ وما حَمَلتْ
كمْ شرّدَ النوم من أجفانِه السهرُ
يلوي عنانَ المنايا وهي جامحةٌ
صُلباً جسوراً وقوراً خصّه القدرُ
أعطى الحجازُ عبيراً من أصالته
حتى تدل على أعطافها الثمرُ
هذي الحجازُ إذا مُسَّتْ ضفائرها
يزلزل الأرضَ بُركانٌ فتستعرُ
هذي خيولكَ في الميدانِ صاهلةٌ
تطوي المنايا وفي أحداقِها شررُ
يعلو شموخُك هامُ المجدِ في ألقٍ
وللشموخِ على أوطانكم أثرُ
لو أنّ ألسنةَ التاريخِ ناطقةٌ
راحتْ ببعض فخارٍ منكَ تفتخرُ
إنْ قلتُ شعراً فلنْ أجزيكَ قافيةً
أو قلتُ نثراً ففيكَ النثرُ يختصرُ
أنتَ النشيدُ الذي ألحانهُ قبسٌ
على الشفاهِ تجلّى وانتشى الوترُ
إنْ خانني الشعرُ يوماً في محافلكم
فقد أتيتُ عن التقصيرِ أعتذرُ