وقفت متأملة هذه الحياة التي تسير وفق مقادير.. وبإيقاعات مختلفة بين السرعة والبطء، وكانت تمر عليَّ قصص كثيرة تعلمت منها التأني وتوخي الحذر.. فحياتنا بين دفتيها جعبة مليئة بالمنغصات وشاهدت تلك النماذج وأنا أحمل هموم أهليها.!
ففي كل يوم يمر نفقد فيه عزيزاً علينا.. وكل لحظة نمضي، فإننا نرصد تلك المشاهد المثيرة نقف أمامها متأملين، ولكن كل ما تسير به هذه الحياة مقدر من عند خالقنا، فهي ماضية في سبيلها، حتى في الضحكات التي نسرقها من حين لآخر التي طالما شاطرنا فيها البعض، أما أحزاننا وأتراحنا ودموعنا ولحظات اللوعة والحرمان التي تنتابنا والظروف العصيبة التي تقهرنا، فقلما تجد من يتوسدها ويحاول التخفيف عنك.!
وطغى على دنيانا الأنا وحب الذات، وأصبحت سفينتنا تمخر وهي تصارع عباباً من المكابدات وفي تحد دائم.!
فالأقرباء يحيطون بك إذا كنت في حلة الصحة والسعادة.!
فإذا ما حلت بك كارثة أو سقطت فريسة للمرض والفقر انفض المجلس الذي حولك.. وتركوك تعاني الويلات.. حتى السؤال عنك عبر الوسائل المتاحة أصبح أمرا ميئوسا منه.!
وتعود أدراجك بين موجات من الوحدة والصخب تمتطي صهوة أوجاعك وحيدا، تستجمع قواك من جديد وتذكر نفسك.. بأنك خلقت وحيدا وستبقى وحيدا، حتى إذا ما حانت ساعتك وضعت في مكان مظلم موحش من غير أنيس أو رفيق.!
رحلة عصيبة، عليك أن تجتازها شئت أم أبيت.. وسط عواصف مدمرة من الاجتياح، قد تستسلم حينها وترفع رايتك البيضاء.!
وقد يحالفك الحظ فتقهر الصعاب، وكأنك تحفز تلك العزيمة على الصمود وإذا بك تحفر بأظافرك في صخر.!
وهيهات إن استطعت التجلد والتسلح بالصبر، وما أكثر المنغصات التي يلقاها المرء منا في مسيرته فتفقده الكثير مما نال.
وكما قال فيلسوف غربي«إن السعي للكمال يجعل الإنسان لاهثا عند كل منعطف».!
فحياتنا تحمل سرداً عجيباً من الكبد، وهي منغصات شتى.!
ففي كل يوم يمر تجربة، تلقننا درسا، وقد نمر عليه مرور الكرام دون أن نتعظ، وهي سلسلة طويلة من الأحداث المؤلمة التي يعيشها الفرد منا!
هذه بعض من اللمحات والوقفات التي اختزنتها ذاكرتي في الأيام الماضية، وسعيت جاهدة أن ألقي بها عبر نافذة من النوافذ إلا أنها ظلت حبيسة داخلي، وترغمني أن تسطر عبر وريقات ليقرأها أكثرنا، وربما كان لهم فيها محطة للعظة والعبرة.. وإلا سنمضي نلهث حتى يسدل علينا الستار.!
|