رَبَّاهُ ضَاقَتْ بالهُموم حَيَاتي
أنتَ المغِيثُ، مفَرِّجُ الكُرُباتِ
رَّباهُ إنِّي مُذْنبٌ ومقَصِّرٌ
أنتَ الغفُورُ لأعظِم الزلاَّتِ
رَّباهُ إنِّي في العِبادَةِ دُونَ ما
حقٍّ عَلَيَّ برغم ذِي الصَّلَواتِ
أنا لَوْ قَضيْتُ العُمر في شُكْرٍ انا
دون الوفاءِ بحمدِها البركاتِ
لوْ عِشْتُ دهْرِي صائماً متعبِّداً
ما كنتُ إلا قاصِرَ القُرباتِ
ربَّاهُ يا غدق العطايا إنه
ما ثم غيرك منزل النعمات
رباه يا عَفواً كبيراً شامِلاً
كُلَّ البَرايا سَابغَ التَّوْباتِ
ربَّاهُ يا غَفَّارُ وَحْدكَ قَادِرٌ
غُفْرانَ كلِّ الذَّنْب والعَثَراتِ
ربَّاهُ يا حَنَّانُ رِفقُكَ مَالئٌ
كلَّ الوُجُودِ وَوَاهِبُ الرحَمَاتِ
ربَّاهُ يا مَنَّانُ أنتَ خلقْتنا
لِعبادةٍ بقَناعَةٍ وَثَباتِ
ربَّاهُ اغْفرْ كُلَّ وِزرٍ إنني
أكْثرْتُ مِنْ خَطَئي ومن نَزَواتي
لا يَغْفِرنَّ الذنبَ غيرُك رَبَّنا
لو جَمَّعوا أعْتى مدى القُواتِ
لوْ أن كلَّ الكَوْنِ كلَّ جيوشِهِ
وعتاد يُفْني كلَّ ذي السَّاحاتِ
لنْ يغْفروا ذَنبا صَغيراً خافياً
إلاكَ أنتَ لأعظم الهفَوات
إني لأبحثُ عنْ طريقِ هِدايةٍ
في مُحْكَم التَنْزيلِ في الآياتِ
إني أنقِّبُ عن كُنوزِ تعلُّم
في المصْحفِ المحفُوظ في جَنَباتي
إني لقيتُ هِدايتي وسَعَادَتي
في ذِكْركَ المدعُومِ بالعَبَراتِ
إني أخافُك يا إلهي، إنني
أخشَى عِقابك بعدَ فَوْتِ حياتي
إني ضَعيفُ الحوْلِ، لكنِّي على
شكْرٍ وعرفانٍ مدى الأوقات
إني لمتَّخذٌ حَبيبك قُدْوتي
فهوَ الشفيعُ وأبيضُ الراياتِ
ولَسوْفَ ترحَمُنا بدعْوة أحمدٍ
ارحَمْ إلهى أمَّةَ السَّجداتِ
رباهُ إنَّ محمداً هو هَدْينا
أرسلْتَهُ نورا من الظلماتِ
أخرجْتَنا بمحمدٍ مِنْ كُفرهِمْ
أصْنامُهمْ خَبلٌ وكلُّ بُغاةِ
هو ليسَ ينْطِقُ عن هوى في قولِه
أو فِعلهِ، معصومُ من زلاتِ
زباهُ عفْوا إنني لكَ عابدٌ
عبدٌ ذليلٌ عاجز القُدراتِ
إني لمعْترفٌ بِذَنْبي... إنهُ
ليس الخفيّ عليكَ في دقاتي
إني جَنَيتُ مِن الخطايا، إنني
قَصَّرْتُ في ذكري وفي حَسناتي
إني أريدُ الليلَ دوماً ساجداً
إني أطيلُ إليكَ في دعواتي
إني أمدُّ يدي إليكَ تضَرعاً
ومخافةً يا سَامِعَ الشهقاتِ
هذي تسابيحي إليكَ مَدِيدةٌ
هذي دُموعي رِفْق ذي الركعاتِ
إني بليْل الصائمين تهجُّدا
أدعُوكَ يا الله في عَبَراتي
إني لتُرْعِبُني المخافةُ، إنني
متوسِّلٌ بالذكر والطاعاتِ
ربي أعَني كي أظَلَّ ممسكا
بالمنهج الأسْمى لخير حَياةِ
ربي تقبلّ كلَّ صَوْمي خالِصاً
لكَ صمتُ يا الله صوم تُقاةِ
ربي إليك قراءتي وتدبُّري
لعظيم شأنك جاءَ في الآياتِ
ربي برحمتِك العظيمة إنني
أدعوك يا الله ذي الجناتِ
أنا لَسْتُ أحتمل العذابَ هُنيْهة
في القبْر أو في النار لو لحظاتِ
إني لعبدٌ دُون حوْلٍ.. إنني
عبدٌ ذليلٌ واهنُ القُدراتِ
أنتَ العظيمُ برحمةٍ وتلطفٍ
بِعبادكَ الضعفاء أهلِ هناتِ
أنت السميعُ دُعاءَ عبْدٍ نادم
متذللٍ يبكي مدى الأوقاتِ
أنتَ الكريم وما سواك تفضلٌ
أنتَ الغفورُ وواسعُ الرحَماتِ
ضاقَتْ بي الدنيا وزادت محنتي
لا بَوْحَ، احْترقَتْ بها جنباتي
فرِّجْ إلهي كلَّ كَربي إنهُ
أنتَ العليمُ بكلِّ ذي الغمراتِ
رباهُ لا أحد لهُ عِلْمٌ بها
أنتَ الخبيرُ بموجِع الآهاتِ
متجلدٌ بالصبْر والإيمان، لا
جَزعٌ ولا خوفٌ لما هوَ آتِ
ثِقة بأنك يا إلهي دائما
للكسْرِ جبْرٌ فارجُ الكُرباتِ
رباهُ تعلمُ أنتَ في قلبي جوى
لا تحتملْهُ عَتيَّة الصَّخَراتِ
ربي إليك أبثُّ أمري إنهمْ
كلٌ لهُ شُغل بشأن حياةِ
وتُركتُ في نار الكروبِ معذباً
والكلُّ يجهلُ مُحْرقَ الزفرات
لكَ وحدكَ اللهمَّ دائم دعْوتي
فرجاً قريباً كاشفَ الظلماتِ
رمضانُ خيرٌ مُغْدقٌ لحياتنا
رِفد السعادة طيبُ الزكواتِ
رمضانُ فيض من رحَابكَ ربنا
بالصوم والتسبيح والبركاتِ
رمضانُ منكَ تفضل وتكرمٌ
يَا ليْتَهُ دوْماً بدون فَواتِ
رباهُ دَعْوانا تقبلْ كلّنا
منا الصِّيامَ وصادقَ النِّيات
