تتكشف يوماً بعد الآخر معلومات عن بشاعة الجريمة الارهابية بالرياض، وعلى الرغم من كل هذه الفظاعة التي تسببت فيها هذه الفعلة الآثمة فإنها فشلت في هز الاستقرار والأمن في هذه البلاد..
بل إن النتيجة جاءت وبالاً على الارهابيين حيث تواترت وعلى مدى الأيام القليلة الماضية المواقف المساندة والداعمة للمملكة من قبل المجتمع الدولي بينما ازدادت موجات الإدانة والاستنكار للجريمة الآثمة ومنفذيها، مع ظهور دعوات في أكثر من دولة بضرورة تعزيز التعاون الدولي لاجتثاث هذه المظاهر الشاذة والعنيفة وغير الانسانية..
وكل من غشيت بصيرته بسبب أو آخر بالدعاوي الواهية التي يطلقها الارهابيون فقد أدرك مع توالي قتل النساء والأطفال والآمنين من المدنيين أن الفوضى هي أكثر ما يميز مثل هذه الأعمال، حيث يصعب تفسير أن من يسعى إلى التغيير يفعل ذلك فوق جثث النساء والأطفال ودون اعتبار لحرمة قتل النفس البشرية دون حق..
فأي تغيير يتطلع إليه هؤلاء المجرمون؟ وكيف يتولون تدبير أمور الناس وهم الذين سرعان ما تمتد إيديهم للضغط على الزناد؟
وأي حكمة وأي تعقل وأي سماحة يمكن أن يتحلى بها هؤلاء الذين يفتقرون إلى أي وازع ديني أو إنساني يحول بينهم وبين ارتكاب أفظع الجرائم وبطريقة هستيرية ومتسرعة يموت فيها الجميع حتى الجناة..
هؤلاء المجرمون لم يتركوا مجالاً لكي يتفهمهم الآخرون بل قدموا كل ما يمكن لكي يلفظهم وينبذهم الجميع، فصور الأطفال القتلى والجرحى لا يمكن أن تبرح الذاكرة، والقصص التي يرويها الناجون تعمق كثيراً من حالة الحزن وتؤجج الغضب على القتلة..
كل هذه المشاعر التي تقطر مرارة تجاه الارهاب تتزايد بينما يتواصل جهد يأخذ شكلاً منتظماً ومرتباً لدى الجهات الأمنية لملاحقة الارهابيين..
ويقابل الاندفاع الأعمى لدى الارهابيين عمل جاد ومتروٍ ووسائل للمواجهة الجسورة تعكس طبيعة إعداد القوات وتدريبها وأدائها الرفيع الذي سجل حتى الآن انجازات طيبة في ملاحقة الارهابيين واعتقال أعداد منهم في مختلف أنحاء المملكة..
|