منذ فترة شهدت بلادنا ومازالت تشهد عدداً من الحوادث الاجرامية الارهابية التي استهدفت الابرياء والامنين وكان اخرها الانفجار الذي وقع في مجمع المحيا بالرياض يوم السبت الماضي وسبق ذلك بقليل مداهمات واشتباكات في الرياض ومكة المكرمة كان ابطالها فئة الى الآن لم يعرف لها هدف او مقصد.
وان دل ذلك على شيء فانه يدل على عظم المشكلة التي نعيشها في مجتمعنا الذي كان مثالاً ورمزاً للسلم والامن وبات الان يعاني من جراء مايقوم به هؤلاء من حين لآخر.. فمنذ تفجير العليا قبل عشر سنوات تقريباً والى الآن مازال مجلس الشورى يواجه تلك الحوارات بالبيانات التي تندد هذا الحادث وتستنكر ذاك وصاحب ذلك حضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة الى المجلس لتبيان حدود هذه المشكلة والمعلومات المتوافرة حول تلك الحوادث دون اي جهود ملموسة اخرى تذكر.
والكل يتساءل هل تقف جهود مجلس الشورى حول تلك المشكلة عند هذا الحد فقط من خلال اصدار البيانات وحضور المسؤولين الى المجلس.. ام ان المطلوب اكثر.
بالفعل الكل ربما يتفق بان تكون الجهود اكثر من ذلك حول المشكلة الاهم حاليا التي يعاني منها المجتمع بشكل غير متوقع، فاين المجلس من خلال جهوده في تعقب الاسباب الفعلية ودراستها واقرارها لهذه المشكلة واين كذلك من تقييم الاوضاع ووضع الحلول المناسبة للحد من هذه المشكلة بل والقضاء عليها تماما بشكل يتفق مع جهود الاجهزة الاخرى في الحكومة.
واين المجلس ايضا من تقصى المعلومات الدقيقة حول هذه الحوادث وخلفياتها وابعادها من اجل ممارسة دوره المسموح به الان لمتابعة الجهات المسؤولة والانشطة التي قد تتسبب في نشوة هذا الداء الخطير الذي اصبح لايفرق بين البريء وبين الكافر وبين المسلم.
اننا نعيش الان في ازمة يجب علينا جميعا تجاوزها وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاهها ومنها مجلس الشورى الذي يجب عليه الآن ان يتوج جهوده وبخاصة في بعض القضايا التي تهم المواطن بالمساهمة في اجتثاث داء الارهاب والعنف من مجتمعنا واحلال مفهوم الحوار والمكاشفة والشفافية الذي هو احد اوجه مبدأ الشورى في الاسلام من اجل القضاء على اخطر افة نواجهها في وقتنا هذا.
المطلوب من المجلس الكثير تجاه هذه القضية ويجب ان يحظى هذا الملف باهتمام كل اعضاء مجلس الشورى الذين تتنوع اختصاصاتهم واهتماماتهم ووضع خطة عمل للبحث عن اسباب هذه الافة والحلول المناسبة للقضاء عليها وتجاوز مرحلة البيانات التي لازمت المجلس منذ بداية ظهور هذه الافة الى ان انتشرت بهذا الشكل المريب.
|