* موروني - خاص ب«الجزيرة» - الدكتور ربيع الحاج:
يلحظ المطالع على التقارير المختلفة الصادرة عن مؤسسة الحرمين الخيرية أنها تحتوي على جزء كبير من المشروعات المختلفة التي أمكن تنفيذها لصالح المحتاجين من الأسر المشردة من المنكوبين والمعسرين فضلاً عن آلاف من الأيتام والارامل وغيرهم.. وبحكم انتمائي الى القارة الافريقية ركزت كثيراً على التقارير التي تتحدث عن برامج ومشروعات مؤسسة الحرمين في هذه القارة السمراء التي ظلت ولفترة طويلة تشهد العديد من المآسي التي تعرضت لها شعوبها بسبب الحروب الأهلية وبسبب المجاعات والفيضانات والكوارث المختلفة وبسبب حاجة الناس هناك لأبسط مقومات الحياة.
وقد كانت تلك الحاجة على الدوام سبباً أساسياً من أسباب دخول المنظمات والهيئات المشبوهة الى هذه القارة واستغلالها واستغلال انسانها استغلالاً بشعاً لأجل تحويله عن دينه وطمس هويته المسلمة في كثير من البلاد وبخاصة في أوساط المجتمعات المسلمة في أفريقيا التي تتعرض فيها القارة الافريقية لأبشع حملة تنصيرية تتدثر بثياب الإنسانية والإغاثة وغيرها من المسميات والمفردات التي ظلت ترددها وسائل الإعلام الغربية المنحازة للمؤسسات التنصيرية الناشطة في القارة الافريقية.
ومهما يكن من أمر فإني عند إمعان نظري في التقارير الصادرة عن مؤسسة الحرمين الخيرية وجهودها في القارة الافريقية كنت مهتماً - بحكم تخصصي واهتمامي - بالجوانب التعليمية والأكاديمية وما بُذل في هذا المجال المهم، ومع ذلك فقد استوقفني كثيراً أحد المشاريع الرائدة التي قام بتنفيذها مكتب مؤسسة الحرمين بجمهورية جزر القمر وهو المشروع الخاص بتوفير المياه للسكان في الجزيرة الكبرى «موروني»، ولما أتيحت لي فرصة الزيارة لتلك البلاد طلبت من الأستاذ احمد بن علي العامر مدير مكتب الحرمين ترتيب زيارة خاصة لمشروع تمديد وتوفير المياه الذي اشرف الاخ العامر على تنفيذه بشكل مباشر، وبالفعل رتب المكتب لي زيارة خاصة للاطلاع على هذا المشروع الحيوي المهم الذي يتمثل في أكثر من تسع نقاط على امتداد «الجزيرة» وبدأنا بمشروع مياه «بانجوا همبو» ووجدنا الناس هناك مصطفين بشكل مرتب كل يحمل إناءه وأوعيته لكي ينال نصيبه من المياه خصوصاً ان الحاجة للمياه في هذه الأيام كانت حاجةً ماسةً لاستخدامها في الشرب وطهي الطعام فضلاً عن تجهيز وإعداد طلاب المدارس للعام الدراسي الجديد الذي لم يتبق له سوى اسبوع واحد إبان زيارتنا للجزر حيث تحدث السكان للوفد عما قامت به ونفذته مؤسسة الحرمين الخيرية في جزر القمر من المشاريع المختلفة وبخاصة هذا المشروع الحيوي المهم المتمثل في نقاط ومراكز تمديد المياه في الجزيرة حيث بينوا حجم المعاناة التي كانوا يعانونها في السابق قبل تنفيذ هذا المشروع وكيف كانت حياتهم يتهددها الخطر والفناء بسبب ندرة مياه الشرب فللحصول عليها ذكروا كيف أنهم كانوا ينتظرون هطل الاطار ثم يقومون بوضع الآنية المختلفة تحت اسقف المنازل لتجميع المياه قطرة قطرة ثم يقومون بتوزيعها بين حاجات البيت المختلفة، وإذا كانت هذه المياه قد غطت حاجتهم إلا أنها بسبب التلوث تسبب لهم الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية.
ومن هذا المشروع عرجنا للمشروعات الأخرى ومنها مشروعات المياه التالية:
مشروع مياه امباجيني، مشروع مياه زاهاجو، مشروع مياه اورذيني، مشروع مياه شينديني، مشروع مياه هلنجي، مشروع مياه هاتسنزي، مشرع مياه اوردوي، مشروع مياه متسامهود.
| 
