إن الفقر والحاجة وقلة ذات اليد ليست مشكلة محلية في بلد دون الآخر، إنما هي مشكلة عالمية تعاني منها دول العالم أجمع وهذه سنة الله عز وجل في الكون.
لكن المسلم لا ينظر إلى هذه المشكلة -الفقر- نظرة مجردة إنما هو يخاف ويرجو، يخاف الله ويرجو ثوابه ويعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر شراً محضاً وأنه مأجور من عند الله إن صبر على هذه الفتنة والبلاء عجباً لأمر المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
والفقر قد يكون خيراً للإنسان المسلم، كما جاء في الحديث القدسي الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال:«إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى» يعني أطغاه وأضله وصده عن الآخرة.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما الفقر أخشى عليكم» يعني لا أخشى عليكم من الفقر، لأن الفقير في الغالب أقرب إلى الحق من الغنى، وأكبر دليل على ذلك لو تأملت الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال من اتبعهم ومن كذبهم؟ يكذبهم الملأ الأشرار الأغنياء في الغالب، وأكثر من تبعهم الفقراء.
والفقر - بحد ذاته - ليس بعيب إنما العيب في التسخط من قضاء الله وقدره، وإلا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق وكان يمضي عليه الشهر والشهران والثلاثة لم يوقد في بيته نار، ثم تأمل حتى بعض الصحابة رضوان الله عليهم فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه «لقد رأيت سبعين من أهل الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته» رواه البخاري. فالواجب على العبد المسلم أن يرضى بما كتب الله عز وجل له وقسمه في هذه الحياة الدنيا وأن يسعى لكسب المال بالطرق المشروعة وأن يحرص على أن لا يحتاج للناس ويمد يده ليسألهم أعطوه أو منعوه.
|