Friday 14th november,2003 11369العدد الجمعة 19 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا عمرة في رمضان لا عمرة في رمضان
د. فهد بن عبدالرحمن اليحيى ( * )

ليست هذه لافتة في المطارات أو على أبواب مكاتب الخطوط الجوية، وإن كان هذا ليس غريباً حيث الحجز دائماً على قائمة الانتظار.
غير أن البعض يتيسر له الحجز ويكتب له الوصول إلى مكة ولكن هل اعتمر حقاً في رمضان؟
وهل سيرجع بأجر العمرة في رمضان التي يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم :«عمرة في رمضان تعدل حجة» أو قال حجة: «معي»؟
ها هي ذي بعض الصور التي يخشى على صاحبها ألا يرجع بهذا الثواب تاماً أو يخلط به شيئاً من المخالفات:
1- أحدنا بذل الجهد والمال لأجل أن يعتمر ولكن بمجرد وصوله مكة تراه مستثقلاً لثياب الإحرام يبحث عن أسرع الطرق للرجوع إلى حالته المعتادة وثيابه وهندامه، وقد غفل عن كون هذا من أعظم معاني العمرة وخصالها التعبدية، وقد أحرم النبي صلى عليه وسلم من ذي الحليفة أي على بعد 400كم من مكة حيث يستغرق الوقت وهو محرم أكثر من أربعة أيام على الإبل.
2- قد تجدنا أحياناً نصل مرهقين من السفر ومع ذلك نُصرّ على قضاء العمرة وإن كنا حال العمرة قد لا نفقه منها شيئاً من الإعياء والتعب وفي أحسن الأحوال قد نؤديها على وجه السرعة، أو بالتنازل عن بعض ما فيها من السنن.
أما هدي حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن كذلك؛ بل كان يبيت على مشارف مكة بذي طوى «وهو الزاهر الآن»؛ ثم يغتسل فيدخل مكة نهاراً بنفس مقبلة وجسم نشيط؛ ثم يؤدي عمرته كما يليق بمن أحرم له جل وعلا من التأني والإتمام يقف في مواضع الدعاء كالصفا والمروة ذاكراً داعياً.
3- للمرأة حقها في العمرة والصلاة في الحرم، ولكن ليس من حقها أن تصبح فتنة لغيرها، ولا تبالي بملبسها أو تتخذ من ليالي رمضان الفاضلة والتي منها ليالي العشر التي أقسم الله بها بقوله: {وّلّيّالُ عّشًرُ} وفيها ليلة القدر خير من ألف شهر فتتخذ من هذه الليالي فسحة في ردهات الأسواق.
4- البلد الحرام ليس موضعاً للتباهي والتفاخر في المساكن والمطاعم والمشارب بل ولا في أماكن الإفطار في الحرم والصلاة فيه بما قد يتوسع فيه بالحجز الذي ليس من حق فاعله.
5- لا ينبغي تخطي رقاب الناس والمرور بين يدي من يصلي، ولا يجوز إيذاء المسلمين بالمزاحمة أو برائحة كريهة، وصلاة المسلم في مكان مفضول لكن بطمأنينة وخشوع وإقبال أفضل من صلاته في مكان فاضل لا يتحقق فيه الخشوع والطمأنينة فضلاً عما إذا ترتب عليه إيذاء أحد من المسلمين.
6- ليلة السابع والعشرين لا يقطع يقيناً بكونها ليلة القدر وإن كانت هي أرجى الليالي وقد شرع في ليلة القدر كما في سائر الليالي قيامها إيماناً واحتساباً، ولم يرد في العمرة فيها فضيلة خاصة، ولو أن هؤلاء الذين يذهبون إلى التنعيم ليحرموا بعمرة في تلك الليلة لو أنهم أكثروا من الصلاة فيها والدعاء والذكر والطواف مما يدخل في «قيامها» لكان خيراً لهم من أن يحدثوا أمراً يعتقدون استحبابه بغير ذليل.
7- الاعتكاف في العشر الأواخر فضله عظيم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعه، ولا سيما الاعتكاف في هذا المسجد الذي هو أفضل المساجد، ولكن عليك يا أخي إذا اعتكفت أن تلتزم آداب الاعتكاف من التفرغ لطاعة الله وذكره وقراءة القرآن وأن تدع فضول الكلام، ثم لا ينبغي ابتذال المسجد حتى يكون كغرفة النوم فبيت الله أولى البقاع بالعناية.
8 - وختام الشهر إنما هو بالتوبة والإنابة والعزم على الاستقامة على الطاعة ولذا شرعت زكاة الفطر وشرعت صلاة العيد، وليس ختام الشهر أن ينقلب المسلم هاهنا وهاهنا وأن يتعدى فرحه بالعيد حدَّ المأذون والمباح {وّلا تّكٍونٍوا كّالَّتٌي نّقّضّتً غّزًلّهّا مٌنً بّعًدٌ قٍوَّةُ أّنكّاثْا}.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved