Friday 14th november,2003 11369العدد الجمعة 19 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديث حادثة وحديث
المصلحون المفسدون وكثرة الحلف
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

ومن المظاهر السيئة التي يتميز بها المصلحون المفسدون: كثرة الحلف، يجعلون الحلف دليلاً على دعواهم، ويكثرون منه لاقناع غيرهم، فليس عندهم دليل قاطع، ولا برهان ساطع على ما يدعون، فيلجؤون للحلف، حتى ولو كان لا داعي له، ويستعملون الأيمان من غير مناسبة لها، لا يحفظون أيمانهم، ويستعملون أسماء الله في غير محلها، وقد حذرنا الله من هؤلاء، وأمرنا بعدم طاعتهم فقال تعالى: {وّلا تٍطٌعً كٍلَّ حّلاَّفُ مَّهٌينُ } يقول ابن كثير في تفسيره: وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى واستعمالها في كل وقت في غير محلها، قال ابن عباس: المهين الكاذب وكثرة الحلف من الأمور المنهي عنها، وهي صفة من صفات المنافقين الذين ادعوا الإصلاح وكذبهم الله وفضحهم وبين أنهم هم المفسدون، فهؤلاء الحلف سجية من سجاياهم، ودرعاً من دروعهم التي يتدرعون بها لمواجهة سيوف الحق، يقول تعالى: {اتَّخّذٍوا أّيًمّانّهٍمً جٍنَّةْ فّصّدٍَوا عّن سّبٌيلٌ اللَّهٌ فّلّهٍمً عّذّابِ مٍَهٌينِ } ويقول تبارك وتعالى: {يّحًلٌفٍونّ بٌاللَّهٌ لّكٍمً لٌيٍرًضٍوكٍمً وّاللَّهٍ وّرّسٍولٍهٍ أّحّقٍَ أّن يٍرًضٍوهٍ إن كّانٍوا مٍؤًمٌنٌينّ} ويقول جل وعلا {يّحًلٌفٍونّ بٌاللَّهٌ إنً أّرّدًنّا إلاَّ إحًسّانْا وّتّوًفٌيقْا}.
فكثرة الحلف من الأمور التي اشتهر بها المنافقون - أدعياء الإصلاح المفسدون - حتى صارت لهم عادة، إلى درجة أنهم أحياناً يحلفون على الكذب وهم يعلمون كما قال تعالى:{أّلّمً تّرّ إلّى الّذٌينّ تّوّلَّوًا قّوًمْا غّضٌبّ اللَّهٍ عّلّيًهٌم مَّا هٍم مٌَنكٍمً وّلا مٌنًهٍمً وّيّحًلٌفٍونّ عّلّى الكّذٌبٌ وّهٍمً يّعًلّمٍونّ} بل من جهلهم ونفاقهم وسوء أدبهم وخستهم أنهم لا يتخلون عن هذه الظاهرة السيئة حتى في يوم القيامة، يقول تعالى: {يّوًمّ يّبًعّثٍهٍمٍ پلَّهٍ جّمٌيعْا فّيّحًلٌفٍونّ لّهٍ كّمّا يّحًلٌفٍونّ لّكٍمً وّيّحًسّبٍونّ أّنَّهٍمً عّلّى" شّيًءُ أّلا إنَّهٍمً هٍمٍ الكّاذٌبٍونّ} فتأمل يا رعاك الله، من يستعمل الحلف في ذلك اليوم العصيب ليكذب على رب السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الذي لا تخفى عليه خافية، أيتورع عن الكذب على بشر مثله عبر قناة فضائية، أو شبكة عنكبوتية، أو صحيفة يومية، أو مجلة دورية، أو مكالمة هاتفية! لا أظن ذلك.
فكثرة الحلف لا يصدق بها كاذباً، ولا يصلح بها فاسداً، وصدق الله: {وّلا تٍطٌعً كٍلَّ حّلاَّفُ مَّهٌينُ }.

( * )حائل - ص.ب: 3998

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved