|
|
ومن المظاهر السيئة التي يتميز بها المصلحون المفسدون: كثرة الحلف، يجعلون الحلف دليلاً على دعواهم، ويكثرون منه لاقناع غيرهم، فليس عندهم دليل قاطع، ولا برهان ساطع على ما يدعون، فيلجؤون للحلف، حتى ولو كان لا داعي له، ويستعملون الأيمان من غير مناسبة لها، لا يحفظون أيمانهم، ويستعملون أسماء الله في غير محلها، وقد حذرنا الله من هؤلاء، وأمرنا بعدم طاعتهم فقال تعالى: {وّلا تٍطٌعً كٍلَّ حّلاَّفُ مَّهٌينُ } يقول ابن كثير في تفسيره: وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى واستعمالها في كل وقت في غير محلها، قال ابن عباس: المهين الكاذب وكثرة الحلف من الأمور المنهي عنها، وهي صفة من صفات المنافقين الذين ادعوا الإصلاح وكذبهم الله وفضحهم وبين أنهم هم المفسدون، فهؤلاء الحلف سجية من سجاياهم، ودرعاً من دروعهم التي يتدرعون بها لمواجهة سيوف الحق، يقول تعالى: {اتَّخّذٍوا أّيًمّانّهٍمً جٍنَّةْ فّصّدٍَوا عّن سّبٌيلٌ اللَّهٌ فّلّهٍمً عّذّابِ مٍَهٌينِ } ويقول تبارك وتعالى: {يّحًلٌفٍونّ بٌاللَّهٌ لّكٍمً لٌيٍرًضٍوكٍمً وّاللَّهٍ وّرّسٍولٍهٍ أّحّقٍَ أّن يٍرًضٍوهٍ إن كّانٍوا مٍؤًمٌنٌينّ} ويقول جل وعلا {يّحًلٌفٍونّ بٌاللَّهٌ إنً أّرّدًنّا إلاَّ إحًسّانْا وّتّوًفٌيقْا}. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |