مَضَتْ بمركبتي الأيامُ مسرعة
يحثهُّا آمر قد جدَّ في طلبي
من فوق صهوتها وَلَجْتُ معتركاً
أتيته من بسيط الأرض والحدب *
مررت بالدرب محلاً لا نبات به
كما مررت بجنات من العنب
وذقتُ كل طعوم الزاد في سفري
الحلو والمرّ.. راضٍ كنتُ أم غضب
يعلو بي الدرب حينماً ثم يهبط بي
وما سلمت من الوعثاء والنصب
جاوزت سبع ثنيات على عجل
ما كنتُ أشكو لها ظهري ولا ركبي
سَمَّيْتُ سنيَّ عمري في تتابعها
ان جاز لي بالثنيات وباللقب
وما حملت عصا للاتكاء ولا
لبست نظارة للبحث في الكتب
الدرب يتعب ان أسلكه في سفرٍ
وما شكتْ فيه أقدامي من اللغب
لكن عقد الثمانين افتقدت به
ما كان لي عدة في الجد واللاعب
أحدودب الظهر والأعضاء فاترةٌ
هذا لذا يشتكي شيئاً من الوصب
أنام بين رفاقي في مجالسهم
وإن أتى الليل جفني ليس بالرحب
ينتابني سهر في عطفه قلق
ينأى عن الحلم المخضر للجدب