* طريف - محمد راكد العنزي:
قبل حلول شهر رمضان المبارك بعدة أشهر تبدأ استديوهات التصوير بالازدحام وتحشد الفضائيات عدتها لتجهيز البرامج المكثفة من المسلسلات وبرامج المنوعات التي ستعرضها خلال أيام وليالي هذا الشهر الفضيل، ومن تلك البرامج المسابقات التي تأخذ دوماً حيزاً كبيراً من قائمة هذه العروض حيث تجد لها كثيراً من المتابعين الذين يستمتعون كثيراً بمشاهدتها ويشارركون فيها طمعاً في الفوز بإحدى جوائزها الضخمة التي رصدت لهذا الغرض..
- حيث يقول خالد سعيد:
في كل عام أضع ميزانية خاصة لفاتورة الهاتف الثابت والجوال وذلك للمشاركة في برامج المسابقات التي تعرض يومياً على شاشة التلفزيون المحلية وكذلك على القنوات الفضائية المختلفة، وكلي أمل بأن يحالفني الفوز لتحقيق إحدى هذه الجوائز القيمة وكسب مبلغ من المال يحل بعض مشاكلي المادية ويسدد عني بعض الديون، لكن وللأسف الشديد اصطدم ومع نهاية شهر رمضان المبارك بعدم فوزي بأي واحدة من هذه الجوائز ولو جائزة ترضية، الأمر الذي يجعلني أخسر بالإضافة إلى الجهد والوقت ضياع المال نتيجة حجم الفواتير الهاتفية التي اضطر لدفعها عن تلك الاتصالات غير المجدية والتي تصل في بعض الأحيان في حدود الألفين والثلاثة آلاف ريال، ولذا فإنني قررت هذا العام «تطليق» هذه المسابقات وبدون رجعة إن شاء الله.
- كما يشير سلطان عبدالله:
إلى أن الشركات والمؤسسات التجارية التي تستخدم الرقم «700» لم تكتف باقتحامها لخصوصيات الفرد السعودي من خلال إرسالها لرسائل دعائية متواصلة على جواله ودون طلب أو موافقة منه، وإنما زادت على ذلك بالتغرير به وإغرائه برسائل تقول له بأنه قد تم اختياره لربح جائزة مالية من «العيار الثقيل» التي يسيل لها اللعاب، وطبعاً هذه الكلمات المعسولة قد تجد من ينساق لها ويقوم بالاتصال بهم والانجراف وراء أوهام ترسل إلى مئات الجوالات وكلها تمني المستقبل بالفوز وأنه قد تم اختياره في مسابقة غير مضمونة، فلماذا لا تقوم شركة الاتصالات السعودية باعتبارها الجهة الرسمية التي تقدم خدمات الرسائل والمكالمات بحجب هذه الدعايات التي تسبب في إزعاج كثير من المشتركين برسائل لا جدوى منها.
- فيما يقول عبدالرحمن محمد:
إن أحد المعارف قد تفاجأ بعد نهاية شهر رمضان المبارك قبل عامين بوصول فاتورة هاتفه الثابت وهي تطالبه بسداد مبلغ ألفين ومئتي ريال نتيجة إجراء أحد أفراد أسرته مكالمات شبه يوميه ببرامج المسابقات التي تقدم يومياً على القنوات الفضائية، كما سمعت قبل فترة بأن أحد الأزواج طلَّقزوجته بعد وصول فاتورة هاتفية «دسمة» إليه نتيجة مشاركتها في المسابقات مما حمله ديناً كبيراً يفوق راتبه.
وهذه القنوات وللأسف الشديد قد حولت شهر رمضان المبارك من شهر عبادة وصيام إلى شهر يتسابق الجميع فيه لبث المسلسلات المنوعة والبرامج المكثفة والمسابقات التي تحاول جذب المشاهد بها بأي وسيلة كانت، وذلك بغرض كسب المزيد من المشاهدين للمشاركة في برامجهم التي أصبح المشاهد العربي لا يستطيع حصرها لكثرتها.
- وأخيراً يقول صالح الرويلي:
إن تلك المسابقات أصبحت مادة إعلانية لا تخلو منها صحفنا اليومية، كما تطالعنا بها الفضائيات كل يوم من خلال فترات الإعلانات التجارية، حيث يتم سنوياً رصد ملايين الريالات لها، والتي يفترض أن تصرف في أوجه الخير حيث تضاعف الحسنات في هذا الشهر الفضيل، وهذه الفضائيات تدعو الجميع للاتصال بها بحجة أن الفوز سيكون من نصيبك، مما يغري الكثير منهم بالوقوع في حبائلها وخسارة مبالغ مالية كبيرة قد تكفي لسد احتياجات أسرته لشهر كامل.
ونحن لا نمانع أبداً أن تكون هناك مسابقات منوعة لكن بالشكل المعقول الذي يرضي المشاهد ويناسب مستواه التعليمي وتكون أسئلته جادة وموضوعية وترفع من الحصيلة الثقافية للفرد، لكن هذه المسابقات وبشكلها الحالي لا ترقى بتاتاً إلى طموح المشاهد والمتلقي وإنما هي مجرد ترفيه وتسلية وعامل جذب للقناة.
|