بقدر سعادتي بالروح والكرم الحاتمي السعودي الأصيل والمتمثل ولله الحمد في معظم الأسر التي تنفق بيمينها ما لا تدري عنه شمالها إلا أنني حزين من بعض السلوكيات البعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا وحبنا لعمل الخير!.
إننا نشاهد هذه الأيام الخيام المنصوبة في هذا الشهر الكريم وفي كل مكان ونشاهد معظم المواطنين في الإفطار والسحر، يتسابقون ويقدمون أطيب ما يملكون من الأكل والشراب لأولئك المغتربين في بلادنا من أبناء المسلمين القادمين للعمل عندنا من كل حدب وصوب لإشعارهم بأنهم يعيشون بيننا وكأنهم بين أهلهم وفي ديارهم..
إن هذه الصفة قد تميز بها الشعب السعودي العربي المسلم منذ أبد الأبدين فالكرم ولد في هذه الأرض وسيستمر بإذن الله، والمواطنون هنا لايبحثون هذه الأيام عن استمرار صفة الكرم فقط بقدر ما يبحثون عن الأجر والثواب من المولى عز وجل في هذا الشهر الكريم أقول أنه وبقدر سعادتي بالكرم السعودي إلا أنني مررت بموقف أجزم أنه لايمت لمجتمعنا بصلة وأجزم أنه ربما يكون حالة فردية أو شاذة والشاذ هنا لا حكم له!.
ولعلي هنا أروي لكم الموقف الذي نغص عليَّ وكدر صفوي قبل لحظات من الإفطار في أحد أيام الأسبوع الأول من رمضان هذا العام.
لقد كنت عائداً إلى المنزل عند الساعة الخامسة عصراً أي قبل الإفطار بدقائق وقلت استغل هذا الوقت في ممارسة رياضة المشي حتى موعد الإفطار، المهم وبينما كنت أسير في شارع الحي لفت انتباهي سائق الجيران وكان يطهو طعام إفطاره في غرفته الصغيرة البائسة وبفضولي الصحفي سألته لماذا تفعل ذلك والمساجد والخيام يمنة ويسرة فيها إفطار الآلاف، فرد قائلاً لا أريد أن أضايق الناس وأريد أن أعتمد على نفسي، رغم البعد والفراق عن الأهل، قلت له لماذا لايقدم لك صاحب البيت الذي تعمل عنده طعام الإفطار؟ قال «بلادي» أقرب من أن يقدم لي حتى رغيفاً من الخبز!.
عندها استغفرت ربي وقلت هل يوجد في هذا الزمن أناس بهذه الدرجة السفلى من البخل ، وهل هناك أناس لاتبحث عن الخير والأجر في هذا الشهر؟! وكيف يحلو لي أن آكل لقمة أو شربة ماء والإنسان الذي يعمل عندي في ركن منزوٍ من منزلي لا يأكل من سفرتي التي سيكون مصير معظم ما فيها إلى صندوق القمامة وللأسف!.
يا إلهي مال بعضنا لايرحم المحتاجين والفقراء وحتى العاملين عندنا، يا ناس ارحموا من في الأرض يرحمكم الله واعلموا جميعاً أن هؤلاء العمال لم يأتوا إلينا ويقطعوا آلاف الكيلو مترات ويغتربون عن أهلهم إلا للحاجة والبحث عن الرزق فاتعظوا وأنفقوا مما رزقكم الله في أوجه الخير تجدوه رصيداً لكم في آخرتكم والله المستعان.
|