من كان يتصور اننا في هذا المجتمع المسلم المتمسك بدينه ستمر علينا هذه الفتنة التي كنا نعتقد اننا أبعد عنها لكنها الآن تدق اطنابها في حمانا، كنا نرى الفتن كقطع الليل المظلم تنزل بمن حولنا فنهرع إلى المساجد ندعو الله أن يكشف عن اخواننا المسلمين ما اصابهم وتأخذنا صور المقتولين والمصابين من الاطفال والنساء والشيوخ في مشاهد مؤلمة لا نتحملها.. وكنا نؤازر اخواننا فأصبحنا الآن نحتاج إلى من يؤازرنا بعد ما فعله أولئك المعتدون الضالون والمضللون!! كنا نؤمن أن تمسك هذا المجتمع بكتاب الله وسنة رسوله سوف يجعله فقط هدفا لأعداء الإسلام!! لكن الذي حصل أمر آخر فالذي هاجمنا هذه المرة هم (شباب) من ابناء هذا الوطن لكنهم بعقول تشبعت بفكر منحرف حولهم إلى قتلة للآمنين في ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل!! انهم يلبسون ملابسنا ولكنهم يخفون تحتها احزمة ناسفة مستهدفين بها سكان المجمعات السكنية ولكن لو لم يكن هناك مجمعات سكنية فبمن سيفرغون شحناتهم القاتلة بعد أن تمت برمجتهم للقتل لا لغيره!! هل سيفرغون ذخائر متفجراتهم في الاسواق ام في المدارس أم في أي مكان يضمن لهم كماً لا بأس به من القتلى والجرحى!! فالهدف واضح هو امننا واستقرارنا وهو أعز ما نملك بعد ديننا الذي نتمسك به.. لقد سجل التاريخ لهذه الفئة شر ما يمكن تسجيله في صحيفة مسلم حيث سجل انهم قتلوا المسلمين الآمنين في ليلة من ليالي رمضان المباركة كانوا مطمئنين للعيش في هذه البلاد عادوا من صلاة التراويح بانتظار القيام لتناول وجبة السحور التي احترقت بعد ان هدمت واحرقت السيارات المتفجرة البيوت على من فيها.. كانت خطة تشبه خطط العصابات، قتل الكل هو الهدف، سماع الانفجارات هي الرسالة التي يجب ان تصل إلى من يقبع وراءهم ذلك المتعطش للفتنة وللدماء، لقد خطط لهم وأوهمهم أن من يسكن (المحيا) هم من الصهاينه القتلة أو شياطين من أعداء الأمة، بالتأكيد غرر بهم وقال: عليكم بهم اقتلوهم لتدخلوا الجنة ولكن من يصدق أن قتل النساء والاطفال والرجال المنتظرين للسحور سوف يدخل الجنة!! واذا كان قتل المسلمين المسالمين يدخل الجنة فما الذي يدخل النار! انا أكاد أجزم ان من فجروا انفسهم لم يكونوا ليفعلوا ذلك لو عرفوا ان من استهدفوهم اخوان لهم مسلمون وضيوف علينا أحسنا وفادتهم بعقود وعهود حسن التعامل فأساء أولئك لنا وقبل ذلك للإسلام ولكنهم كانوا (مبرمجين) لهذا الغرض.. في تلك الليلة انطمست صورة جميلة قد التقطتها عيني بُعيد اذان المغرب في أحد شوارع الرياض، لقد كنت انظر بفخر وامتنان إلى أولئك الرجال و (الشباب) الذين يقفون عند الاشارات وهم يوزعون وجبة الفطور على كل من وقف عند الاشارة، في مشهد إيماني حي يوحي بكرم هذا الشعب وطيبته وأريحيته وحسن ضيافته.. لقد تصورت من الغد ان من استشهد في تلك الليلة من الآمنين ربما كان احد الذين توقف عند الاشارة ليقدم له احد شباب هذا الوطن وجبة افطار رمضاني بوجه مبتسم وبيد كريمة مرحبة لم تكن أبدا كتلك الايادي الآثمة!!
قال تعالى: {وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وّغّضٌبّ اللَّهٍ عّلّيًهٌ وّلّعّنّهٍ وّأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا <ر93ر>} [النساء: 93]
|