* كوالا لمبور - لياو واي سينح - رويترز:
يتزايد توجه ماليزيا الى الدين حيث تتحمس هذه الدولة الكبيرة بجنوب شرق آسيا الى النظام المصرفي الاسلامي.. حظي النظام المالي الاسلامي الذي يحرم الفوائد ويعتبرها نوعا من الربا باقبال من كثيرين من غير المسلمين في ماليزيا وعددهم نحو 10 ملايين نسمة.
قالت دراسة لوكالة دولويت للخدمات ان نحو سبعة من كل 10 ماليزيين اختاروا النظام المصرفي الاسلامي غير مسلمين، وحاليا يشكل النظام الاسلامي نحو عشر إجمالي الارصدة المصرفية في ماليزيا وقيمتها 780 مليار رنجيت «205 مليارات دولار»، ورغم انها تبدو نسبة ضئيلة فانها تخفي نموا سنويا مقداره 37 في المائة في الثلاث سنوات الماضية.
وماليزيا صورة لاتجاه عالمي يتزايد فيه عدد الحكومات والشركات والمستهلكين الذين يجمعون أموالا عن طريق هياكل مالية تتواءم مع الشريعة الاسلامية، ورغم تزايد المرشحين البارزين لاتباع هذا النظام مثل قطر وتركيا فان حكومات غير مسلمة مثل الفلبين تفكر في اصدار سندات إسلامية.
وبالنسبة للسوق فان فكرة النظام المصرفي الاسلامي لا تعتمد كثيرا على معتقدات دينية بقدر اعتبارها نظاما اقتصاديا سليما، وبينما تحظر الشريعة الاسلامية الاستثمار في الخمور والميسر وصناعات لحم الخنزير يقول مؤيدون انها ليست اقل ربحية من الاستثمارات التقليدية.
قال مصطفى حامد رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية والمالية الاسلامية في ماليزيا الذي يعلم النظام المصرفي الاسلامي يمكن التحدث عن مختلف القضايا الاسلامية ولكن المحصلة هي المهمة في النهاية، النظام المصرفي الاسلامي يجب ان يكون موضوع تجارة قبل كونه مسألة تتعلق بالشريعة الاسلامية.
وتلقى السندات الاسلامية اقبالا انها لا تدفع فوائد مباشرة يعتبرها المسلمون ربا، وعوضا عن ذلك يوضع عائد القروض في استثمارات مشتركة بمدفوعات منتظمة على أساس الارباح، ويسمح سند إسلامي لمصدره اموالا مشتركة ولكن لا يسمح باستثمارها الا في آليات تتفق مع الشريعة الاسلامية. وبأموال قابلة للاستثمار في آليات اسلامية بلغت حوالي 180 مليار دولار في 2002 وتنمو بنسبة 15 في المائة سنويا اصبح التمويل الاسلامي نظاما قويا جدا، كما تقدم الاسهم الاسلامية بديلا للمستثمرين الذين يريدون معاملات خارج سوق السندات الامريكية.
واثار انخفاض قيمة الدولار في الآونة الاخيرة مخاوف بأن الاوراق المالية الامريكية قد تكون اقل اغراء لمؤسسات أجنبية تحوز كميات ضخمة من سندات الخزانة الامريكية، وبالنسبة للحصول على قرض اسكاني فإن هذا النوع من التمويل يوفر ضمانا، يقوم قرض اسكان إسلامي على عقد يشتري بموجبه البنك العقار ويبيعه للمستهلك مقابل عمولة. والاقساط ثابتة على خلاف قروض الاسكان التقليدية التي تعتمد على اسعار الاقراض في السوق.
قال ديفيد فيكاري مدير ديلويت للخدمات المالية في سوق هش يجتذب هذا التحديد في التمويل الاسلامي أناسا يدخلون في التزامات يستريحون لها.
ولكن تنامي النظام المصرفي الاسلامي يواجه مشكلة تعدد التفسيرات مثلا ما يظن ماليزيون معتدلون انه متوافق مع الشريعة الاسلامية لا يكون كذلك في رأي دارسين إسلاميين تقليديين في الشرق الاوسط، وأغلب الاسهم الاسلامية الصادرة في ماليزيا تقوم على مبادئ «المرابحة» و«البيع بثمن اجل»، وعلى هذه الاسس يشتري ممول سندا من المصدر ويبيعه ثانية الى نفس الطرف مقابل عمولة.. وهذا يعتبره دارسون في الشرق الاوسط فوائد من الباب الخلفي.
|