* واشنطن - بغداد - الوكالات:
دعت واشنطن مجلس الحكم الانتقالي في العراق إلى تقديم مشروع دستور جديد وبرنامج زمني لإجراء انتخابات في المُهل المحددة من أجل تسريع نقل السلطة إلى العراقيين.
وقال الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر في ختام محادثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض ان «المسألة التي نواجهها اليوم تتعلق بالطريقة التي سيحقق مجلس الحكم الانتقالي فيها هذين الأمرين».
وأضاف «عليهم (أعضاء المجلس) اتخاذ قراراتهم في هذا الشأن بأنفسهم وننتظر لنرى ما هي هذه القرارات».
من جهته. قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول «ندرس كل الأفكار ونريد تسريع وتيرة الاصلاح (السياسي)، نريد تسريع عملنا لترتكز الحكومة العراقية على أساس شرعي».
وكانت الأمم المتحدة حددت في قرارها رقم 1511 الذي اعتمدته في 16 تشرين الأول اكتوبر الماضي الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل موعدا ليقدم مجلس الحكم الانتقالي برنامجاً زمنياً لصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات. وقال بريمر «نحن في مرحلة بالغة الاهمية بالتأكيد (...) بسبب المهل المحددة في القرار 1511 (...) لوضع خطة لدستور يسمح بتحقيق تقدم باتجاه سيادة عراقية كاملة».
لكنه أكد مجدداً ثقة الادارة الأمريكية في أعضاء مجلس الحكم الانتقالي. وقال «من الظلم القول ان مجلس الحكم الانتقالي يفشل، انه يواجه الآن وضعا شديد الصعوبة لكنني اعتقد ان العراقيين باتوا أكثر فعالية لتولي سلطاتهم».
وأكد بريمر انه تقدم «بمقترحات لنقل سلطات أكبر إلى مجلس الحكم الانتقالي»، بدون ان يذكر أي تفاصيل عن هذه المقترحات. لكن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف أسمائهم ذكروا ان واشنطن تبحث عن وسائل بديلة لنقل السلطة إلى العراقيين بسبب استيائها من بطء عمل مجلس الحكم الانتقالي.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته ان أحد المقترحات المطروحة يقضي بتشكيل هيئة تشريعية عراقية، مشيراً إلى ان واشنطن تفكر في إجراء انتخابات حتى قبل صياغة الدستور. وتحدث أحد مساعدي بوش الذي طلب عدم كشف هويته أيضا عن إمكانية تشكيل حكومة انتقالية تكلف صياغة الدستور وهو اقتراح رفضته واشنطن في بداية العام الجاري. ورداً على سؤال عن تخلي الولايات المتحدة عن إصرارها على عدم إقامة سلطة شرعية عراقية قبل صياغة دستور، قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان «كما نحتاج إلى التكيف على صعيد الأمن، نحتاج إلى التعديل والتكيف مع الظروف الميدانية في مجال إعادة إعمار وعلى الجبهة السياسية».
وأعلن بريمر انه سيعود بسرعة إلى العراق، وقال «سأنقل لهم رسالة الرئيس بانه ما زال مصمما على دحر الإرهاب وإعطاء العراقيين السلطة التي بدأوا يتسلمونها، في وقت سريع جدا في المجال الأمني وفي مجال إدارة الوزارات».
من جهة أخرى حذرت وكالة الاستخبارات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» من ان المقاومة في العراق يمكن ان تتعزز في الأشهر المقبلة مع ارتفاع عدد الذين يشعرون بخيبة أمل من الاحتلال ويقررون التحرك ضده.
وقال مسؤولون طلبوا عدم كشف هوياتهم ان التحذير ورد في تقرير «سري للغاية» أعدّه فرع الوكالة في العراق وأرسله بشكل عاجل إلى واشنطن قبل وصول الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر لإجراء مشاورات حول تعديلات استراتيجية ممكنة.
وقال المتحدث باسم السي آي ايه بيل هارلو ردا على سؤال عن هذا التقرير «لن أقول لكم ان التقرير لا وجود له لكننا نمتنع عن التعليق على مضمونه».
لكن مسؤولين أمريكيين آخرين أكدوا ان الوضع في العراق سيستمر بالتأكيد في التدهور بسبب العدد المتزايد للعراقيين الذين يشعرون بالاستياء من التكتيك الذي تتبعه القوات الأمريكية ضد المتمردين، ويختارون دعم المقاومة المسلحة.
وتابعوا ان الجهود الأمريكية لجعل العراق الديموقراطية الأولى في العالم العربي قد تتبدد ما لم يطرأ تغيير جذري بسرعة.
ويؤكد تقرير الاستخبارات ان مجلس الحكم الانتقالي لا يملك قدرة كبيرة على الحكم بسبب ضعف التأييد الشعبي الذي يتمتع به، ويشكك التقرير في قدرة العسكريين الأمريكيين على السيطرة على الحدود ومنع تدفق متشديين من أجل دعم المقاتلين العراقيين.
وقد أعلن زعيم المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي توم داشل ان الديموقراطيين في المجلس سيطلبون من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» إطلاع الكونغرس في اسرع وقت ممكن على الوضع في العراق.
وقال داشل في مؤتمر صحافي ليل الأربعاء الخميس معلقاً على أنباء نشرتها الصحف بشأن هذا التقرير «سنطلب ان تطلعنا وكالة الاستخبارات المركزية على الوضع في العراق في أسرع وقت ممكن».
ونقلت الصحيفة عن التقرير ان عدد الهجمات ضد القوات والعاملين الأمريكيين في العراق يبلغ يومياً بين ثلاثين و35 عملية بينما لا يتوصل مجلس الحكم الانتقالي إلى صياغة دستور.
|