* القدس بلال أبو دقة:
اعتقلت قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي مساء اول امس الاثنين الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة الشرعيين في الأراضي الفلسطينية وأمين سر الهيئة الإسلامية في القدس؛ وخطيب المسجد الإبراهيمي في الخليل؛ بينما كان موجوداً في مدينة القدس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن التميمي تصريحاً عبر الهاتف من مكان احتجازه قال فيه: إن وحدة من قوات الاحتلال اعتقلته مساء الاثنين عند احد ابواب المسجد الأقصى وبرفقته أربعة قضاة شرعيين وهم في طريقهم للصلاة في المسجد المبارك؛ مضيفا: انه نقل الى مركز التحقيق في سجن (المسكوبية) في المدينة، ولم يتضح سبب اعتقال التميمي ورفاقه الذين شاركوا في إفطار جماعي في المدينة.
وقال شهود عيان ل «الجزيرة»: إن ثلاثة من أفراد المخابرات الاسرائيلية كانوا يستقلون سيارة مدنية اعتقلوا الشيخ التميمي ورفاقه بعد خروجهم من قاعة (دريم) قرب باب الساهرة حيث نظّمت الفعاليات الوطنية والإسلامية إفطارا جماعيا، أثناء توجههم إلى المسجد الاقصى المبارك لأداء صلاة التراويح.
وكان التميمي حذر يوم الجمعة الماضي من خطورة المخططات التهويدية التي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذها في البلدة القديمة من مدينة الخليل ومحيط الحرم الإبراهيمي، بهدف السيطرة الكاملة عليه ومنع المصلين المسلمين من الصلاة فيه بشكل تام؛ بعد سيطرتها على اكثر من ثلثي مساحته اثر المجزرة البشعة التي ارتكبها السفاح اليهودي باروخ غولدشتاين عام 1994م.
وقال الشيخ التميمي مؤخرا في بيان صحفي تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن جيش الاحتلال والمتطرفين اليهود يمنعون وصول المسلمين خلال شهر رمضان الى المسجد الإبراهيمي بشكل كبير لم يسبق له مثيل.
هذا وتوالت ردود الافعال الاسلامية المنددة باستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال الشيخ التميمي ورفاقه الأربعة من القضاة الشرعيين.
وقال عطا الله حنا: إن اعتقال الشيخ تيسير يعد مساساً خطيراً وتعدياً على حرية العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك، مؤكدا على تضامن الكنيسة وعموم النصارى مع الشيخ التميمي، وبقية المسلمين المحرومين من أداء شعائرهم الدينية والعبادة في القدس المحتلة منذ ثلاث سنوات.
وطالب عطا الله جميع المرجعيات الدينية ومنظمات حقوق الإنسان ومناصري العدل والسلام والمدافعين عن حقوق الإنسان بالعمل السريع لفك الحصار عن المسجد الاقصى، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من العلماء ورجال الدين دون قيد أو شرط.
هذا ورأت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة القدس أن اعتقال قاضي قضاة فلسطين يعتبر إجراء عدوانياً جديداً يندرج ضمن مخططات تهويد المسجد الأقصى المبارك وتقييد حرية العبادة.
ونددت باعتقال دار الفتوى والبحوث الاسلامية في فلسطين كذلك بشدة التميمي ورفاقه، مشيرة إلى أن ما جرى أمر غير مقبول على الاطلاق.
يذكر أن قضاة المحاكم الشرعية في فلسطين علقوا العمل على المحاكم الشرعية يوم أمس الثلاثاء، بداية من العاشرة صباحا ولمدة ساعة احتجاجاً على اعتقال الشيخ التميمي ورفاقه القضاة الأربعة أثناء توجههم لأداء صلاة التراويح في الحرم القدسي الشريف.
هذا ونددت المؤسسات الفلسطينية الرسمية والشعبية باعتقال التميمي واصفة هذا الإجراء بالهمجي والتعسفي وغير المبرر.
|