* خان يونس بلال أبو دقة:
اتهم محمد دحلان وزير الأمن الداخلي السابق في حكومة محمود عباس معظم القيادة الفلسطينية التي تلتف حول الرئيس عرفات بأنها تستفيد من حصاره في مبنى المقاطعة، وترغب في إبقائه على وضعه الحالي كي تستمر في الحصول على الامتيازات منه.
وأكد دحلان في ندوة نظمتها منظمة الشبيبة الفتحاوية في نادي شباب بمدينة خان يونس مسقط رأسه أن الاستقطاعات التي كانت تخصم من رواتب أفراد الشرطة كانت تسرق من قبل القياديين.
وشدد الرجل الذي أصبح خارج الحكومة الفلسطينية الجديدة على أن فكرة استحداث منصب رئيس الوزراء فكرة فلسطينية خالصة.. لا دخل للخارج بها مطلقا.
وشن دحلان هجوما لاذعا على مدّعي النضال خارج فلسطين؛ مؤكدا أن شيئا من النضال لم يكن في الخارج إلا بشكل بسيط جدا.
وتعتبر كلمة دحلان هذه المرافعة الأولى له، التي آثر أن يبدأها من مدينته التي كانت محط جدل واسع مؤخرا حين أحرق متظاهرون مؤيدون له دمى أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وهم (هاني الحسن، عباس زكي، وصخر حبش).وحول منصب وزير الداخلية الذي فوّض به سابقا قال دحلان: طلب مني الرئيس عرفات بعد أن استدعاني من إسبانيا، أن أكون وزيرا للداخلية في حكومة أبو مازن، ولم أقبلها بسهولة لأنني أدرك أنني لا أستطيع أن أقوم بهذه المهمة إذا لم يتوفر إرادة فلسطينية كاملة لإنقاذ هذا الوضع الفلسطيني الداخلي، لأن المنصب يعني إنقاذ
الوضع الفلسطيني بكامله أو توريطه بكامله.
وقال دحلان: في أول جلسة لمجلس الوزراء الفلسطيني في حكومة عباس قررنا إعادة الأموال المسروقة «15 %» لأفراد الشرطة، التي كانت تسرق جانبا، هذا الأمر لم يعجب الكثير في القيادة، التي سألت عن سبب إرجاعي الأموال لأفراد الشرطة، فضلا عن سن قانون التقاعد، الذي ثار ضده كبار مناضلي منظمة التحرير ممن هم فوق السبعين، الذين يريدون أن يكونوا هم وأبناؤهم وأحفادهم في وظائف، وكأن الأموال تنقصهم.
ولفت دحلان إلى أن حكومة عباس أوقفت كل الامتيازات التي كان يأخذها أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، والتي وصلت لواحد منهم 70 ألف دولار في الشهر الواحد، مما اضطر هؤلاء إلى
مهاجمة الحكومة واستخدموا اسمي لكسر هذه الحكومة.
وعلى اثر ذلك طلبت المركزية أن يكون منصب وزير الداخلية لعضو من بين أعضائها، وأثارت المشاكل للحكومة. لقد أضحت المشكلة بيني وبين المركزية بعدها بتأنيب اثنين من أعضائها.
وتساءل دحلان هل هم «أعضاء المركزية الحالية» أكثر وطنية منا؟ هل عائلاتهم عاشت في الداخل أو المخيمات..؟ أين هي عائلاتهم الآن؟
واختتم دحلان قوله: خرجت بنتيجة واحدة، هي أن معظم القيادة الفلسطينية، لا تريد لعرفات أن يتحرك من الضفة، وتريده في المقر محاصرا، ولا تريد انسحاباً إسرائيلياً من المناطق، لكي يستمروا في الحصول على الامتيازات التي يتمتعون بها في ظل وجود عرفات محاصرا في مبنى المقاطعة .
|