قال أحد الاصدقاء، الأفكار البناءة والآراء النيرة المستقيمة كقطع الطوب المتناثرة على الارض تظل قليلة الجدوى عديمة الفائدة مالم تحط باهتمام وعناية، وما فائدة الآراء التي لا تواكبها أعمال وبناء: قلت لصاحبي الآراء وحدها لا تنفع مالم تتوفر معها النية الصالحة والعزيمة الماضية والسعي الجاد.
* ورسولنا عليه السلام سيد العاملين وقدوة المجاهدين كانت سيرته العطرة خير دليل ونبراسا للعاملين وكذلك يده الطاهرة كانت أول يد عملت في حفر الخندق ليحتمي خلفه المؤمنون الصابرون المجاهدون، عمل من أجل الخير والبناء عملا دائبا صادرا عن نية صالحة ولغرض نبيل ونعم العمل وأكرم بها من غاية وهدف، ولهذا جاء عمل صحابته المكرمين بعده خير دليل على صدقهم واخلاصهم.
من أجل العمل قال عمر كلمته المشهورة الخالدة.
اعملوا وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وبهذا المنطق القوي الحي الايجابي نحو العمل قال صلى الله عليه وسلم لسائل سأله ما معناه «خير لاحدكم أن يسعى لكسب قوته من عمله، ولا مسألة الناس اعطوه أو منعوه».
من هنا نفهم قيمة العمل، فالاعمال الجسام الي نشاهدها من بناء وزراعة وتجارة انما هي بلا شك نتيجة عمل دائب وسهر متواصل وتضحية كبرى، وهذه المخترعات التي نعمت بها الانسانية ووفرت عليها الجهد والوقت والمادة انما هي وليدة عمل ومثابرة على أن العمل يجب أن يرتكز على نظام ودرس وتخطيط ولكل كائن في هذه الحياة نصيب من عمل وحيز من الفراغ العملي يجب أن يملأه وكل أمة نهضت وشقت طريقها في الحياة انما هي مجموعة أفراد وعلى كل فرد منهم واجبه ومسؤوليته، وحضارات الامم صورة لكفاح الافراد، أقول ان هضمنا كل هذا وجب أن نعي ونفهم دورنا في الحياة الانسانية، ونصيبنا في الحضارة البشرية، وعندي نقطتان ننطلق منهما للقيام بهذا الواجب فيما أعتقد «وفوق كل ذي علم عليم».
1- احياء الماضي، الذي هو الاساس المتين لنهضتنا التي مهما تعاقبت على البشرية من النهضات فستبقى نهضتنا شامخة على مر التاريخ الحضاري للبشرية حقيقة واقعة لا مراء فيها ولا لبس أو غموض.
2- الاتجاه بكل قوانا وامكاناتنا للمستقبل البعيد عن دراية وعلم، وتخطيط وتصميم جاعلين نصب أعيننا تحقيق حياة حرة كريمة في ظل شريعتنا الإسلامية الحنيفة.
وليسدد خطى المصلحين.
|