في مثل هذا اليوم من عام 1986 اعترف الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان بإبرامه صفقة أسلحة مع جمهورية إيران. وكان الرئيس الأمريكي قد أدلى بتصريح قبل ذلك مفاده أن الولايات المتحدة قد باعت لإيران بعض الأسلحة الدفاعية وبعض قطع الغيار العسكرية، وفي الحقيقة أن هذه الشحنات من الأسلحة كانت جزءاً من صفقة بين البلدين بهدف تحرير الرهائن المحتجزين في لبنان آنذاك. من ناحية أخرى أشارت تقارير غير مؤكدة أن المسؤولين الإيرانيين قد أدلوا بادعاء مفاده أن الإدارة الأمريكية بقيادة ريجان قد باعت لهم شحنات من الذخيرة وقطع بديلة لطائرات إف-4 و إف-5 وطائرات إف- 14.
إضافة إلى ذلك أفادت طهران أنها قد ابتاعت معدات حربية أمريكية الصنع كما حصلت على أسلحة أمريكية كانت تستخدم في الحرب الأمريكية في فيتنام.
جدير بالذكر أن هذه المعلومات عما قامت به الولايات المتحدة بشأن بيع أسلحة لإيران كانت بمثابة صاعقة للرأي العام الأمريكي، فبعد أن قرر الكونجرس اعتبار إيران دولة معادية فوجئ المجلس بهذه المعلومات عن الصفقة السرية وأن المسألة لها أبعاد أخرى فيما يتعلق بالرهائن المحتجزين في لبنان. في أعقاب ذلك أقر المجلس بأن مساعدي الرئيس الأمريكي ومسؤولي إدارته هم من قاموا بإبرام هذه الصفقة دون علم كامل من الرئيس ريجان، كما اكتفى المجلس باتهام الرئيس ريجان بعدم الاهتمام بما يقوم به أعوانه ومساعدوه، كان من شأن هذه الفضيحة السياسية أن تضعف من قدر ريجان كرئيس للولايات المتحدة، ولكن الوسائل الإعلامية في ذلك الوقت وقفت موقف المدافع عنه إلى آخر لحظة. فبينما جاهد الرئيس نيكسون لاحتواء فضيحة «ووترجيت» وانتشارها فوق صفحات الجرائد كانت الوسائل الإعلامية تقوم تلقائياً بالحد من انتشار هذه الفضيحة الجديدة التي حدثت في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان.
|