في مثل هذا اليوم من عام 2001م دخلت قوات تحالف الشمال العاصمة الأفغانية كابول، وبتلك الخطوة كانت النهاية العملية لحكومة طالبان، ويضم تحالف الشمال الأفغاني عددا من العرقيات والمذاهب الدينية المختلفة مثل الطاجيك (سنة) والهازارا (شيعة) والاوزبك (سنة) الا أن نسبة التواجد الباشتوني داخل تحالف المعارضة الشمالي محدودة للغاية.
ويعد القائد عبد القاسم فهيم من ابرز قيادات التحالف يبلغ 44 عاما وهو من اقرب أتباع القائد أحمد شاه مسعود، وقد خلفه بعد اغتياله في 9 سبتمبر 2001م في قيادة تحالف الشمال إلا أن سلطاته لم تتجاوز أبدا حدود ولايتي بانشير وباداخسان، وكان فهيم قد التحق في عام 1980 بقوات احمد شاه مسعود ونجح في توجيه ضربات موجعة للسوفييت، مما أكسبه في ذلك الوقت ثقة أحمد شاه مسعود الذي كان يلقب بأسد بانشير ثم لم يلبث بعد ذلك أن أصبح مسؤولا عن خلايا مخابرات مسعود، ثم عين رئيسا للمخابرات في الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها بعد جلاء القوات السوفيتية وسقوط آخر حكومة شيوعية في أبريل عام 1992، حيث دخل أحمد شاه مسعود كابول وأصبح وزيرا للدفاع.
الضلع الثاني من التحالف يقوده القائد الاوزبكي عبدالرشيد دوستم وهو يلعب دورا مهما وبارزا وسط قادة التحالف الشمالي، وهو من مواليد عام 1954 وقد نشأ في أسرة فقيرة تنتمي للأقلية الاوزبكية في إقليم جوازجين بشمال أفغانستان وتم تدريبه في صفوف الجيش الأحمر بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان، ثم بعد ذلك تمت ترقيته إلى رتبة جنرال في عام 1990 وحصل على لقب بطل الجمهورية من النظام الشيوعي عام 1991.
وفي عام 1992 تخلى دوستم عن نظام الحكم الموالي للسوفييت وتحالف مع عدوه القديم أحمد شاه مسعود الذي قتل في 9 سبتمبر 2001 وتقاسم معه السلطة لفترة قصيرة في كابول، إلا أنه انقلب عليه بسبب عدم توليه المناصب التي كان يطمح إليها ومن ثم تحالف مع قلب الدين حكمتيار وحاصر كابول لكن بلا فائدة وفي أعقاب هذا الفشل عاد دوستم مرة أخرى إلى الشمال ليقيم دولة صغيرة ونصب نفسه ملكا على 5 ملايين أفغاني بعد أن اختار مدينة مزار شريف عاصمة لدولته التي أصبحت لها عملتها الخاصة، حتى احتلتها طالبان في مايو 1997 حيث اضطر للهروب الى تركيا ثم عاد في أكتوبر 1997 ليتحالف مرة أخرى مع أحمد شاه مسعود.
|