تعد الكلى من أكثر الأعضاء في الجسم عرضة للمشاكل مع الصيام وذلك لعلاقتها الوثيقة مع سوائل الجسم والتروية الدموية لأنسجة الجسم المختلفة وغيرها.
وتأتي النصيحة عموماً بالإكثار من شرب السوائل خلال فترة الإفطار وخاصة لمن يشكون من التهابات في المسالك البولية أو حصوات الكلى.. وذلك بشرط ان تكون وظائف الكلى لديهم طبيعية، أما من يعانون قصوراً كلوياً قبل أو بعد المعالجة التعويضية من غسيل للكلى (أو الزراعة) فالأمر يتوقف بصورة أساسية على كمية البول التي يطرحونها يومياً وذلك على حساب كميةالسوائل المسموح بشربها في اليوم وأما عن المرضى المعالجين بزراعة الكلى فننصحهم بزيادة تناولهم للسوائل خلال فترة الإفطار وذلك لتأمين عمل جيد للكلى المزروعة.
والسؤال الذي ربما يطرح نفسه في هذا المقام هو من المرضى الذين يمكنهم الصوم أكثر من غيرهم؟ بل من منهم ننصح بصومهم أكثر؟
وتأتي الإجابة للمرضى الذين يعانون أكثر من ارتفاع الضغط ومضاعفاته نتيجة لزيادة السوائل المطردة والوزن بين جلسات الغسيل الدموي مما يترتب عليه حدوث هبوط القلب الاحتقاني من ضيق النفس وانتفاخ الجسم، وأما بخصوص السوائل عند مرضى الزراعة وصومهم، فهناك جدل حول ذلك وأيضاً محاولات لتحديد المرضى من هم الذين يمكنهم الصيام بدون مشاكل - بإذن الله - ومن هذه الدراسات حساب الاخراج التجزئي للصوديوم (FRACTIONAL EXCRETION OF SODIUM) والله أعلم.
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
( * ) أخصائي الباطنة ووحدة أمراض الكلى والغسيل الكلوي (AKU)
|