بعض الظواهر الاجتماعية تحير المتابع لها بحكم أن ما (ضخ) فيها من محاذير وتوعية كاف لابعاد الناس عنها؟ ولكن فيما يبدو للمراقب أو المتأمل ان العكس هو الصحيح؟ ودونك (ظاهرة) حوادث المرور القاتلة؟ وضرورة البعد عن الطعام الدسم، وظاهرة الخادمات، والسهر أمام القنوات الفضائية... الخ.
ومن تلك الظواهر تنبثق ظاهرة موسمية يحتار المرء في استمرارها أيضاً مع كثرة التحذير منها، ومن مخاطرها ففي كل رمضان ومع اقتراب مواسم الأعياد أو الإجازات نشاهد انتشار (ظاهرة) الألعاب النارية بين الأطفال بل وكم مرة سمعنا عن حوادث مفزعة من إصابات جسدية وحرائق بسبب تلك الألعاب النارية، ولا نملك هنا إلا أن نلوم الآباء والأمهات على هذا التفريط في صحة أبنائهم، وترك أولئك الصغار يتبعون أهواءهم حتى ولو تسبب الأمر في إلحاق الضرر والأذى بهم.
وفي هذا الإطار ندعو الأمهات والآباء إلى قراءة متأنية للتحذير الذي بعثه لهم د.متعب الشعيبي استشاري جراحة العيون بالمستشفى الذي أشار إلى خطورة الألعاب النارية على سلامة العين في حالة انفجار هذه الألعاب في منطقة الوجه أو نتيجة لتطاير المواد البلاستيكية أو الكيماوية التي تصنع منها هذه الألعاب على العين.
وأشار د.الشعبي كذلك إلى ان سوء استخدام مثل هذه الألعاب دون حذر قد يؤدي إلى نزيف داخل العين أو تهتكا مما يتطلب التدخل العلاجي السريع، وفي بعض الأحيان قد ينتهي الأمر بإزالة العين كلية.
إن الأمر في منتهى الخطورة كما هو واضح من الرأي الطبي السابق، لذلك نتمنى من وسائل إعلامنا ان تستمر في توعيتها لأفراد المجتمع بهذه الخطورة، كما نتمنى ألا تصبح تلك التوعية مشابهة لما ذكرناه من (توعيات) في أول هذا المقال، بمعنى ان تؤتى أكلها، والأمر بالطبع في يد أولياء الأمور لإيقاف هذا العبث الطفولي المضر بفلذات اكبادهم.
( * ) المدير العام
|