الإهمال في نظافة الفم والأسنان تسبب الكثير من المشاكل والآلام المزعجة للغاية، التي لا يشعر بها صاحبها إلابعد مرور وقت على هذا الإهمال، وذلك حين تسقط مناعة الأسنان واللثة الحاملة لها.
ومن أشد أمراض الفم إزعاجاً هو «التهابات ونزيف اللثة» والتي حدثنا عنها الدكتور عاصم عزوقة مبيناً أن درجات الالتهاب تتفاوت من مريض لآخر، ويعتبر الالتهاب البسيط في اللثة من أكثر أسباب نزيف اللثة انتشاراً، وأنه لا يحدث بين يوم وليلة لكنه يبدأ بطيئاً بطيئاً حتى يكتمل ويصبح مزمناً.
وأوضح الدكتور عزوقة أسباب التهاب اللثة قائلاً: إن إهمال نظافة الفم هو أكبر هذه الأسباب، وإن فضلات الطعام والرواسب الجيرية التي تتراكم على الأسنان بينها وبين طرف اللثة سوف يتآمران، معاً وينتج عن ذلك التهاب مزمن في اللثة.
وأضاف بقوله إن هذا الالتهاب لا يحدث في حواف اللثة فقط، ولكنه يحدث أيضاً في الجزء الهرمي من نسيج اللثة الذي يوجد بين كل سنة وأخرى، وإن أعراض هذا الالتهاب غاية في البساطة إنها تأتي في صورة احمرار في اللثة وألم خفيف وورم قليل لا يذكر ورائحة كريهة تصدر من الفم، وأخيراً نزيف اللثة، وهذا النزيف يكون طفيفاً جداً في البداية ويأتي من وقت لآخر وتزيد كميته رويداً رويداً وقد يستمر سنوات طويلة.
وحذر الدكتور عاصم عزوقة من إهمال العناية باللثة وسرعة علاج أي التهابات، حتى أنها قد تتحول التهابات ذات قروح في اللثة، وعندها تصبح رائحة فم المريض كريهة ونفاذة جداً، بل إن هذه الرائحة متميزة إلى حد أنها تعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تساعد طبيب الأسنان على تشخيص هذا المرض، وإن نزيف اللثة في هذه الحالة يحدث تلقائياً أو عند لمس اللثة بأي شيء كالأصابع مثلاً.
أعراض المرض
وأكد في هذا الصدد أن الأطفال المصابين بهذا الإلتهاب، وعند استيقاظهم في الصباح قد توجد بقع حمراء من الدم وعلى المخدات التي ينامون عليها.
وهذا النوع من الالتهاب الحاد غالباً ما يؤدي إلى حدوث قروح نتيجة لحدوث تآكل في نسيج اللثة، وأبان أن هذا المرض قد يحدث فجأة، ويؤدي إلى حدوث سلسلة طويلة من المتاعب للمريض لا حد لها، وأن اللثة تصبح حساسة ومؤلمة عند أقل لمس، وهذا الألم يزيد عند مضغ الطعام أو عند تناول طعام ساخن، بل إن كمية اللعاب تزيد في فم المريض ويفقد قدرته على التذوق، وفي أحيان أخرى كثيرة يفقد المريض شهيته للطعام ويعاني من الحمى والإمساك والصداع أيضاً.
إن هذا النوع من الإلتهاب في اللثة معد، وينتقل من قم المريض إلى فم السليم عن طريق التقبيل أو أكواب الشاي مثلاً، وإن أبرز أسباب هذا الإلتهاب هو إهمال نظافة الفم، وإن كان العامل المهيج في حدوث هذا الإلتهاب هو ميكروب خاص.
كما أن إهمال علاج هذا الإلتهاب في اللثة يؤدي إلى حدوث تآكل شديد في نسيج اللثة التي تحتها، بل قد يمتد هذا التآكل إلى عظام الفك نفسه.
البيوريا
ثم أوضح د. عزوقة إن الإلتهاب المزمن يسمى (البيوريا) وهو يصيب كل الأنسجة المحيطة بالأسنان، وهي أنواع كثيرة، منها البسيط الذي يمكن التغلب عليه، ومنها الشديد جداً الذي لا علاج له أبداً إلا بخلع الأسنان على الفور، وتستمر البيوريا سنوات طويلة وهي في الغالب امتداد للالتهاب البسيط في اللثة إذا أهمل علاجه.
وقال: إن الآلام الشديدة تحدث حينئذ عند مضغ الطعام وليس هذا فقط، بل إن المصابين بهذا المرض يشكون مر الشكوى من أن أسنانهم أصبحت تتحرك من مكانها، ويمد الواحد من هؤلاء المرضى أصابعه إلى فمه، ويبدأ في تحريك إحدى هذه الأسنان ليدلل أن حياة أسنانه أصبحت في خطر.
ونبّه الدكتور عزوقة الذين يستعملون فرشاة الأسنان إلى حقيقة بارزة، وهذه الحقيقة هي أنهم يجب ألا يستعملوا فرشاة الأسنان بقسوة أبداً، لأن القسوة في استعمال فرشاة الأسنان تجعل اللثة تنزف نزفاً شديداً، وذلك لأن فرشاة الأسنان حينئذ تحدث تسلخات وجروحاً في اللثة بدلاً من أن تعمل التدليلك اللازم إذا ما استعملت بطريقة هادئة بطيئة.
الحيض ونزيف اللثة
وأشار الدكتور عزوقة إلى أن نزيف اللثة في أيام الحيض عند النساء يزداد، إذا ما أهملت نظافة الفم إلى حد اصابة اللثة بالالتهاب البسيط المزمن.
وإن اصابة اللثة بهذا الالتهاب البسيط قبل فترة الحيض يجعل نزيف اللثة شديداً عندما تأتي هذه الفترة، كما أن اللثة أيام الحيض تزداد حمرتها، وتتورم قليلاً، وقد تكون مصدراً لبعض الآلام للمريض.
أما نزيف هذه اللثة فإنه لا يحدث في فترة الحيض فقط، بل قد يحدث أحياناً في أيام قليلة قبيل فترة الحيض، وقد يستمر أياماً أخرى بعد انتهاء هذه الفترة، وفي بعض الأحيان فإن نزيف اللثة قد يحدث شهرياً في كل فترة، حيض وينتهي عادة بانتهاء هذه الفترة، وإن الاضرابات الهرمونية قد تكون هي السبب في نزيف اللثة أيام الحيض، ولذلك فإن علاج المريضة بواسطة أخصائي هرمونات يصبح ضرورة لازمة، ولكن هذا يجب ألا يحدث إلا بعد أن يقوم طبيبب الأسنان بإزالة كل الأسباب الموضعية في الفم التي تسبب نزيف اللثة، لأن إزالة هذه الأسباب أحياناً يكون كافياً لعلاج المريض لإيقاف نزيف اللثة في فترة الحيض.
الحمل ونزيف اللثة
ثم قال: والسيدات في فترة الحمل يصبن بنزيف اللثة أحياناً، وهذا النزيف يعتبر أحد مظاهر التهاب خاص يصيب اللثة عند بعض الحوامل في وقت الحمل، ويعد إهمال نظافة الفم في البدء هو السبب، وإن كانت الاضطرابات الهرمونية يظهر طفيفاً في شهر الحمل الأول والثاني، وتزداد شدته تدريجياً، ويزول عقب الولادة مباشرة أو بعدها بفترة قليلة.
إن الحوامل المصابات بهذا الإلتهاب يشتكين من أن نزيف اللثة يحث لهن كثيراً في هذه الفترة وخصوصاً عند استعمال فرشاة الأسنان أو عند مضغ الطعام مثلاً.
أثر فيتامين (ج)
بعد ذلك تطرق د. عزوقة إلى أن بعض الناس يظن أن فيتامين ج هو خير علاج لنزيف اللثة دائماً، وهذا غير صحيح، لأن فيتامين ج لا قيمة له بالمرة لمنع نزيف اللثة إلا إذا كان هذا النزيف قد حدث بسبب نقص فيتامين ج بالذات.
وقال: إن الذي يحدث عادة هو أن نزيف اللثة يكون له أسباب موضعية في الفم، بل إن مظاهر فيتامين ج لا تظهر في الفم إلا إذا كانت هناك عوامل مشجعة مثل الرواسب الجيرية وإهمال نظافة الفم.
إن نقص فيتامين ج لو استمر أكثر من ستة أشهر فإنه قد يستطيع في النهاية إحداث نزيف اللثة.
أمراض الدم
وحول أثر أمراض الدم على اللثة قال: إن الأمراض التي تصيب دم الإنسان كثيرة، ولها أنواع وأشكال، منها ما هو حاد ومنها ما هو مزمن، وبعضها يكون سببه الوراثة أو نقص التغذية، وبعضها يكون سببه أورام سرطانية مثلاً.
|