|
|
الحمد لله الذي جعل لكل شيء قدراً مكتوباً الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً قال سبحانه تعالى في محكم التنزيل {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ المّوًتٌ} لقد فقدت في يوم الثلاثاء الموافق الثامن عشر من شعبان لعام ألف وأربعمائة وأربعة وعشرين للهجرة أخاً عزيزاً علي وقريباً من قلبي كنت أبوح له بأسراري انه أخي الذي لم تلده أمي فهد عبدالهادي الشامري فلقد تجلت في حياته عبر ودروس لجميع من يعرفه، فقد كان مثالاً للصبر والاحتساب عند الله عز وجل فقد ابتلي بأمراض عدة واحتسب على الله عز وجل فمنها على سبيل المثال الفشل الكلوي الذي تسبب في إلحاق أضرار بصحته، منها عدم القدرة على المشي، وفقدان البصر وهو في ريعان شبابه فإذا أتيت إلى مجلسه تجد الفرح والسرور والبشاشة واستقبال الحاضرين بصدر رحب، فهو محبوب من الجميع وقد بكاه الصغار قبل الكبار فابني الصغير كل يوم يقول هيا بنا يا أبي لنزور عمي.. فهيهات يا بني فإن من رحل لا يعود. فيعلم الله أن موته نزل علينا كالصاعقة ولكننا - ولله الحمد - مؤمنين بالقضاء والقدر، والراحل العزيز منحه الله عقلاً راجحاً وخلقاً متميزاً وتعاملاً حضارياً يجسد شخصية أبي عبدالهادي.. إنني أكتب مقالي هذا بلساني ولكنني أتحدث بلسان جميع من أحبه من أصحابه وأقربائه ومن الأخلاق التي يتحلى بها أيضاً الكرم فقد عرفه القاصي قبل الداني بكرمه فهو أحد الأشخاص الذي يضرب بهم المثل في الكرم على قلة ذات اليد وحب الإنفاق على الضعفاء والمساكين والتصدق في سبيل الله، فقد جهز قبل وفاته صدقة رمضان عنه وعن والديه ولكن توفاه الأجل قبل أن يقوم بتوزيعها. فلا نقول إلا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبدالهادي لمحزنون. {انا لله وانا اليه راجعون}. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |