لا يستطيع الإنسان منا مهما حاول ان يعيش بمفرده بمعزل ومنأى عن غيره من الناس، ذلك ان التكيف مع البيئة ومن فيها شيء لا بد منه، وضرورة من ضروريات الحياة، وفن تكوين وإدارة العلاقات الإنسانية العامة فن لا يجيده الكثيرون، ورغم هذا يحاول الإنسان الطموح ان يكتسبه بنفسه مع مرور الوقت مكوناً لنفسه ومن حوله علاقات عديدة بما يملكه من صفات خلقية جميلة اولها التواضع لان من تواضع لله رفعه، ورفع منزلته بين الناس وأشاع فيهم حبه وتقبله بينهم بعكس ذلك الذي يمشي بين الناس نافخاً صدره «كالطاووس» ويجر من خلفه ذيلاً من الكبر والخيلاء، والشيء الآخر حسن الخلق ولين الجانب والتعامل السليم مع الناس من حوله، والشيء الثالث الصدق والوفاء بالعهود، لأن الإنسان متى صدق مع غيره صدق مع نفسه والعكس أيضاً صحيح، وهذا الصدق لا يكون بالقول فقط وإنما يشمل أشياء كثيرة منها الصدق في المعاملة والصدق في النصيحة والصدق في المشاعر والأحاسيس والصدق في النوايا.. أما الشيء الرابع الذي يحقق للإنسان تكوين علاقات إنسانية صحيحة فهو التواصل المستمر لأن التواصل يبقي الإنسان على صلة بغيره من البشر ويربطه معهم برباط متين ويجعله يشاركهم افراحهم واحزانهم وهمومهم وآلامهم كما أنه يجعل من هذا الشخص مغروساً في نفوسهم اما من كانت اتصالاته وصلاته متقطعة كان كما يقال: من بعد عن العين بعد عن القلب، وقد يُنسى او يُزال من ذاكرة الناس.. خامساً: التجرد من حب الذات والأنانية والتواصل المبني على المصالح الشخصية التي تنتهي بانتهاء الغرض منها وهذا لا يورث إلا كره الناس والابتعاد عنه وتجنب الاختلاط به، لعلمهم أنه ما قدم إلا لتحقيق غرض دنيوي في باله.
|