نوافذ
أقفال القلوب
أميمة الخميس

منذ تفجيرات الثاني عشر من مايو، لم يترك مواطنو هذا المكان أسلوباً أو طريقة لإدانة الهجوم ورفضه واستنكاره ومحاولة تطويق فاعليه.
سواء ببذل الأرواح في المهام الاستشهادية لرجال الأمن، أو بالخطب والمحاضرات، على المستوى الديني، إضافة إلى الحملة الإعلامية القوية التي شملت جميع وسائل الإعلام بجميع توجهاتها، انتهاء برجل الشارع البسيط الذي كان يرى فيها تهديداً لأمنه ورزقه وسلامته.
ولكن جميع تلك الأصوات التي طوقت الوطن تذود عنه كما تذود الأم عن طفلها قطيعا من الضباع، لم تستطع ان تخترق تلك الخوذة المصمتة التي تطوق الرؤوس وتحولها عن مخططاتها ومسارها.
إذا هناك أزمة إرسال واستقبال، تعجز الرسالة عن الوصول إلى تلافيف أدمغتهم.
فعندما يكون البنيان الفكري لهم مكونا من جدران وسدود بنيت وتراكمات منذ الطفولة عبر الحقن بفكر ظلامي أحادي الرؤية والتوجه، رافض للآخر بجميع تشكلاته، عندما تعلموا عبر الحلقات الظلامية المنتشرة هنا وهناك أن أي خروج عن المعلم عبر السؤال أو الاستفسار هو كفر ومروق وزندقة، وعندما قدت صخور أدمغتهم على امتلاكهم الحقيقة المطلقة دون العالمين، تغدو مهمتهم الاستشهادية الوحيدة إرغام الكل على قبولها.
هم إذا لا يستقبلون {أّمً عّلّى" قٍلٍوبُ أّقًفّالٍهّا} - هم في حالة غياب تام، مخدرون بتأثير فكرة وحيدة يعتقدون ان بها نجاة العالم، فكر معسكرات الريبة والظلام فكر «تورا بورا» وأئمة الشر.
أي محاولة نبيلة للحوار وإياهم لاختراقهم فكرياً لمجادلتهم لا تجدي، لأن أي شيء قادم من الآخر فهو شر بعد ان استأثروا وحدهم بالحق كله، هم برأيي فئة لن يجدي معها مد جسور الحوار، لكن ما يجب التحرز منه والفطنة إليه هو أيديهم الأخطبوطية التي تتغلغل في المجتمع وتحاول ان تنشئ أجيالاً أخرى من جيوش الشر.