* الرياض - معاذ الجعوان: / تصوير سعيد الغامدي:
من خلال جولة للجزيرة داخل مجمع المحيا المنكوب حاولنا إلقاء الضوء أكثر على نتائج الدمار والخراب الذي خلفته التفجيرات الآثمة. كما التقينا بشاهد عيان حكى للجزيرة تفاصيل الحادث البشع لحظة وقوعه وهو المهندس يوسف المحيا مشرف الصيانة في المجمع الذي بدأ كلامه قائلاً: كنت موجوداً في المكتب ساعة إطلاق الرصاص الساعة 12 وكنت أشرف على الصيانة في الدوام المسائي وهو وقت خروج الفنيين وانصرافهم فيأتون ليوقعوا بالخروج من عندي، وفي أثناء توقيع العمال للانصراف سمعت إطلاق النار..
* وقت سماعك لإطلاق النار للوهلة الأولى.. هل توقعت أن هناك خطراً وربطت بين ما يحدث الآن وبين ما حدث في انفجارات سابقة أم أن الوضع عادي؟
في البداية بصراحة كنت أحسبها ألعاب نارية «طراطيع» لكن الوضع استمر فاضطررت للخروج لأرى ما يحدث فرأيت الرصاص الملون «الشبّاب» في الهواء هنا ربطت بين الأحداث السابقة وأن هناك شرا متربصا وخطرا قريبا وأن ما يحدث الآن هو غطاء من النار وبانتظار اقتحام قريب، فخرجت بسرعة من مكتبي لكي أتدارك ما يحصل أو شيء منه، وخطرت لي أن أقوم بترجيع سيارتي الجمس «GMC» من مكانها وأسد بها مدخل الشارع الرئيسي الواقع عليه المكتب وبذلك أكون قد عملت حاجزاً لايستطيع أحد تجاوزه للمدخل الأيمن لأنه يوجد مدخلان واحد يسار وواحد يمين ولكن عندما اقتربت من السيارة وهممت بتشغيلها رأيت سيارة من نوع جيب تتجاوز البوابة ودخل على نفس الشارع الذي أتواجد فيه وكانت الرؤية شبه منعدمة داخل السيارة ولم أتبين ما بداخلها لكنها كانت سيارة أمن وموجود عليها «استكر» الأمن والذين بداخل السيارة إما أنهم كانوا يلبسون ملابس مدنية غامقة وبالأصح لا أستطيع التحديد، لكن الصحيح لما رأيت سيارة الأمن استبشرت خيراً وأنهم يبحثون عن شيء أو مطاردين لأشخاص أنا لم أرهم يدخلون فمر الجيب من أمامي وأنا واقف أمام السيارة ولم يكن يدور في خلدي أن هذه السيارة ستزهق أرواح كثيرة وتنهي حياة أناس كثيرين ومرت السيارة من أمامي وقد اطمأننت واستدرت عائداً للمكتب وأثناء عودتي حدث ما لم يكن في الحسبان ودوى صوت الانفجار فابتعدت عن مكاني في حالة طيران حوالي «7م» مع قوة الانفجار والحمد لله لم يحدث لي إغماء أو إصابة ورأيت وقتها اللهب يرتفع عاليا ومن قوة الضغط حدث اندفاعي لسبعة أمتار كما تهشم زجاج المكتب بالكامل بالإضافة لزجاج سيارتي القريبة مني.. وبعد الانفجار دخل علينا أفراد الأمن وأنا وقتها رغم الظروف قمت بعملية استطلاع ولقيت الأطفال مصابين فجمعناهم في أحد الأماكن وكان بالمصادفة أحد عمالنا في الملعب فتوقع أفراد الأمن أنه من الإرهابيين فرفع يده مستسلماً وتبين أنه من عمالنا «قالها مبتسماً». وقمنا بعملية تفتيش شاملة ولم نعثر على أحد غريب.ويواصل المحيا: أول تعزيز أمني كان بوصول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد جزاه الله ألف خير عنا وكان سموه ينتشل معنا الجثث والمصابين وطلب الإسعاف، وحضر الإسعاف والدفاع المدني في وقت قياسي ثم تدفق رجال الأمن من كل صوب.
* ذكرت بعض المعلومات أنكم تلقيتم تهديدات من قبل الإرهابيين قبل العملية؟! نريد استبيان المعلومة؟
هذه المعلومة غير صحيحة!! لكن ولد عمي هو المسئول عن الأمن في المجمع ولم أسمع أن هناك تهديدا رسميا لنا أو للمجمع.. ثم نحن عملنا كل ما هو مطلوب منا من قبل وزارة الداخلية ووضعنا الحواجز والأمن والكاميرات.
* هل تعتقد أن النواحي الأمنية كانت جيدة؟ وهل أنتم راضون عنها؟!
نعم راضون أشد الرضى، وكل ما هو مطلوب منا عملناه بالإضافة لوجود فرقة من الجيش موجودة كما تشاهدون بالإضافة للكاميرات على الأسوار.
* قبل يومين وصل أن هناك تهيدات بالتفجير وعلى ضوئها أقفلت السفارة الأمريكية.. هل توقعت وقتها أن المجمع هذا مستهدف؟!
لا.. لم أتوقع أبداً لأن المجمع هذا أغلبيته مسلمون وليس لهم أي ارتباط بالمجال العسكري أو السياسي.
*قبل حوالي 6 سنوات من الآن كان هذا المجمع يقطنه أناس لهم دخل بالمجال العسكري.. هل تعتقد أن هذا أحد الأسباب أو الدوافع؟!
لا أعتقد ذلك، لأنه بعدما باشرنا عملنا في المشروع بعد خروج الموجودين سابقاً.. كان المشروع بالكامل للعائلات وكلهم مدنيون أطباء ومهندسون وبإمكان أي واحد أن يستأجر..
* مامدى نسبة التدمير الذي حصل من جراء العملية الغوغائية؟!
التدمير الحاصل كبير جداً، فأنت الآن تمر وتقف على فيلا ألاتلاحظ بها نسبة دمار حاصل..
* إذن كم تقدر الخسائر تقريباً؟
تقريباً 60 مليوناً علماً أنه كان بتكلفة بـ 000000 ،120 مليون ريال وهذا المجمع ليس للقطاع الخاص أو المستثمرين وليس هناك تأمين عليه لأن أصحابه رجال دين وملتزمون ويرون أن التأمين لا يجوز وبالتالي لم يقوموا بالتأمين ولايرضونه.
* هل هناك نية لإعادة إعمار هذا المجمع؟! وكم تتوقع المدة التي ستأخذها إعادة الإعمار هذه؟!
نعم هناك نية لإعادة إعمار هذا المجمع وبالمناسبة هذه أقول لكم أن أكثر المستأجرين يرغبون في هذا الشيء وفي إعادة الإعمار هذه والرجوع للمجمع بأسرع وقت، ولكن أنت ترى بنفسك الإصابات كبيرة وليست بسيطة.. وهناك شيء مهم وهو تقدير الدفاع المدني لأنه سيأتي منهم لجان ويحددون على ضوئها هل يصلح السكن أم لا؟! وهل يعاد ترميمه فقط؟! وأشياء كثيرة متوقفة على هذا التقرير.
* على غرار التفجيرات الحاصلة في الحمراء.. هل هناك إرهابيون قاموا بإطلاق النار داخل المجمع؟!
لا.. لم يحصل أي إطلاق ناري نهائي ولم يحدث هذا الشيء من الخارج كما أشار بيان وزارة الداخلية، أما غير هذا فلم يحدث قط وبعد كما ترون الآثار الغريبة من الانفجار وهناك مصادفة وحدث لا تتوقعونه أبداً وهو أن السيارة التي حدث بها الانفجار خرجت الماكينة بالكامل لمسافة 150م واصطدمت بسيارة!! وكل هذا يدل على قوة الانفجار.. وهناك إحدى الساكنات في القرب من موقع الانفجار تقول وتروي أن هناك انفجار صغير حدث قبل العملية الكبيرة الإرهابية وكل هذا لايتعدى ثواني وباعتقادي أن هذا الانفجار الصغير مهد للإنفجار الكبير.
* هل طلب منكم الأهالي أية تعويضات مقابل الخسائر للأرواح أو الممتلكات؟
إلى الآن لم نتطرق إلى هذه الأمور وكل شيء بيد الله «والله يستر» قالها مبتسماً .
* كلمة أخيرة عماحدث.
إن ما حدث هو شيء مرفوض قطعاً وترفضه الشريعة الإسلامية وهؤلاء اقتحموا أماكن عوائل مسلمين.
|