|
|
عندما تَعْظُم الأمور في مجتمع الأسرة الواحدة، تجد أفرادها يلفُّون مشكلاتهم الشَّخصيّة في لفافات سميكة ويبعدونها عن أمامهم، ويقربون من بعضهم، ويتكاتفون لمواجهة المواقف، والمجتمع الآن في هذه البلاد لن تتعطَّل مسيرته العمليَّة في مجالات البناء، والاقتصاد، والتعليم، والإعلام، والشُّؤون الاجتماعية، والسياسيَّة.... من أجل ما يواجهه من أمور عظيمة تسعى إلى زيادة العوائق النفسيّة بين أفراده، وتصعيد روح التَّنافر، تلك التي تراكمت دون أن تجد يداً تحلِّلُ عقدها، أو غسولاً يطهِّرها، ولم تكن هذه اليد أو ذلك الغسول إلاَّ الإيمان المطلق بأنَّ الإسلام الذي ندين به لا يرضى الضغائن، ولا المفاسد، ولا الغشَّ في الصدور، وكان بالإمكان بسط الرأي، والسَّعي لحلِّ عُقَد هذه التراكمات بأساليب الوعي والحوار والإحساس الصَّادق بأنَّ ما يؤخذ باللِّين لا يؤخذ بالقوَّة، وأنَّ ما يفقده الوطن بالتَّدمير، لا يكسبه بالتَّعمير...، وبأنَّ المقارنة بين سلام الحُب، وحرب الكره ستجعل الكفَّة للحُب لا للكره، وللسلام لا للحرب... ، وأنَّ أوَّل أبجديات الحُب هو حبُّ اللَّه تعالى ومنه تنبثق المشاعر الصَّافية نحو بناء الأرض في تواصل غير مقطوع، وتعاضد غير ممنوع، بين الفرد والآخر في المجتمع الإنساني الذي يقوم على حبِّ اللّه تعالى الذي هو تقديرٌ لمقدَّراته تعالى فوق أرضه وأوَّلها أهميَّة روح الإنسان، وحياة المخلوقات الأخرى فوقها من الشجر، للطير، للدَّابة والحشرة!... فكيف هي صورة وواقع المجتمعات البشريَّة الرازحة تحت سطوة البارود والقنبلة، وخطط الإبادة، وقمع الحقوق؟... |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |