|
«للجوع طاقة جبارة أنصحكم بالعمل على استغلالها».. عبارة ليست بحكمة ولا مثل، إنها بالأحرى مجرد عبارة قلتها «على الطاير» لطلبتي ال«1000» وذلك خلال احدى محاضراتي في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وقد أردت بذلك تحفيزهم لاستغلال هذه الطاقة نفسياً وذهنياً وبدنياً للعمل على انجاز ما يتوجب عليهم دراسياً انجازه. فحقا ان للجوع طاقة جبارة وإلا كيف تسنى لأوائلنا الجهاد في سبيل الله وهم في غاية الجوع والعطش حيث استطاعوا رغم ذلك تقويض أعظم امبراطوريات عصرهم؟! فبسبب ايمانهم الراسخ ويقينهم القاطع بأن الله سبحانه ينصر من ينصره فقد استطاعوا ان يصنعوا بجوعهم المعجزات وأن يحققوا أسمى الأهداف وذلك حين حالوا بين ذواتهم والوقوع فريسة للجوع «النفسي» وقد عنيت بالجوع النفسي هنا ما جبلت عليه النفس الانسانية من الشعور بالحرمان الزائف وذلك حين يحال بينها وما تشتهيه من طيبات الحياة، فعقل الانسان حين يحس بأن صاحبه لا يستطيع تناول ما يطيب له وقت ما شاء يعتريه الجوع الوهمي حيث يعلل أو يزين له عقله بأن السبب يتعين بكونه جائعاً مما يجعل الانسان يحس فعلاً بالجوع حتى لو لم يكن في حقيقته كذلك، ومن الأدلة المؤكدة لهذه الحقيقة مفارقة ما يحدث حين الافطار والمتمثلة بين ما يراود الفرد من اللهفة الشديدة للطعام قبل الافطار وعزوفه بعيد الافطار عن تناول ما عقد العزم على تناوله من كميات الطعام والشراب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |