إنه مما يدمي القلب ويحزن النفس أن يصاب المسلم من أخيه وأن يحارب الإسلام من أهله وأن يفسد في الأرض باسم الإسلام وبدعوى الإصلاح والجهاد وأن تنتهك حرمة الدماء المعصومة باسم الدين، وما شهدناه هذه الأيام والليالي المباركة من أفعال محرمة وجرائم منكره وانتهاك لحرمات الله في الأرض من حرمة النفس المعصومة وحرمة المكان والزمان من شرذمة من الناس أصيبوا بلوث في المعتقد وانحراف عن المنهج الحق حتى زين لهم الشيطان أعمالهم وأضلهم عن سبيل الله فسمّو الإسلام بغير اسمه لقد كثر هرجهم فجعلوا الإسلام مطية لتحقيق مقاصد مدخوله ومآرب مشبوهه سواء شعروا بذلك أم لا لأن انتهاك حرمات المسلمين وترويع الآمنين والعبث في المقدسات دون رادع من إيمان أو وازع من عقيدة يعد جناية على الإسلام الحق دين السماحة واليسر دين الحماية لضرورات الحياة من الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وإن ما حدث من اعتداء وعدوان وقتل وترويع وإزهاق لنفوس محرمة الدماء معصومة النفوس إنه أسلوب إجرامي فاضح لكل من يحترم آدميته وانسانيته فضلاً عن دينه وأمانته إنه منتهى الإفساد في الأرض لا شك أن دافعه لوثات تكفيرية عقدية واستقطاب أفكار مضللة وآراء شاذة ومبادئ منحرفة تم توظيفها من أناس حاقدين على هذه البلاد الطاهرة والتي قامت واستقامت على نهج الإسلام وتحكيم شريعته وإننا إذ نؤكد لكل عاقل أن أساليب العنف ومسالك الفوضى من تفجير ونحوه إنما هو من الإفساد في الأرض الذي جاء الوعيد الشديد في القرآن الكريم لفاعله وهو عمل لا يمكن أن يهزم القيم الكبيرة ولايقوض الإنجازات السامقة ولا يحرر الشعوب ولا يفرض الأفكار والعقائد، إن العنف والإرهاب لم يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه إن هذه الأعمال التخريبية الإجرامية انتهاك صارخ لأحكام الإسلام وإساءة للمفهوم الصحيح لدين الله وجناية على الشريعة المطهرة، لأن الإسلام اسلام والإجرام والتخريب وقتل النفس المعصومة إجرام وفساد في الأرض، والإصلاح غير الفساد والإيذاء والترويع للآمنين غير التضحية والجهاد في سبيل الله وإن من أخطر الأمور أن يتم الخلط بين الإسلام الحق وبين الانحراف باسم الاسلام كما هو حاصل اليوم واننا في ظل هذه الظروف والفتن نحتاج من علمائنا ودعاتنا إلى حملة تضامنية شرعية لإيضاح المفاهيم المغلوطة واللوثات العقدية التكفيرية والأفكار المضللة للناس ومخاطبة الشباب حتى يكون على علم وبصيرة وأن يرد ضالهم ويبصر من يريد الحق منهم ويؤخذ على أيدي المعتدين.
ان مهمة العلماء والدعاة ورجال الفكر جمع الكلمة ووحدة الصف مع ولاة الأمر وفقهم الله وأنار بصائرهم وسدد خطاهم لما فيه خير العباد والبلاد حمى الله بلادنا من شر الأشرار وكيد المفسدين والفجار وأدام عليها نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
*وكيل وزارة العدل
|