الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن التفجيرات التي وقعت بمجمع المحيا السكني بالرياض بتدبير من فئة منحرفة فُسدت عقائدها وغُسلت أدمغتها حتى أصبحت ترى الظلم جهادا وانكار الجميل والاعتداء على الأخوة والقرابة شجاعة محمودة وأصبحت ترى أفساد الأموال المحترمة اصلاحاً. وهذا في نظر جميع عقلاء العالم جريمة من أبشع الجرائم يمارسها المجرم وهو يعتقد الإصلاح ويؤدي أدوارها الخبيثة وهو يظن أنه في طريق إلى الجنة.
* وأن مسؤولية الوالدين في الأسرة ومسؤولية الأخوة والقرابة في ذلك لعظيمة جداً وحماية هؤلاء لقرابتهم واجب شرعي وهو من متطلبات التربية الصالحة التي جعلها صلى الله عليه وسلم من مسؤولية الوالدين حيث قال «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وقرابة الشاب هم أعرف الناس به واحرصهم على مصالحه وسينالهم من آثار انحرافه نفسيا وماديا واجتماعياً ما يكدر صفو حياتهم فعليهم تدارك الأمر قبل استفحاله واصلاحه قبل فساده.
والإسلام حين يحرم هذه الجرائم البشعة ويضع لها العقوبات الرادعة يمقت جميع الاعمال التي تعين على ظهورها في المجتمع ويعتبر هذه من الجرائم المساعدة مثل مدح هؤلاء المجرمين ومساعدتهم في التخطيط واعانتهم بالأموال والتستر عليهم وايوائهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «لعن الله من آوى محدثا».وان مما يؤسف له أن بعضا من ابنائنا الذين في قلوبهم مرض ينتهزون هذه الحوادث في النيل من المتدينين وغمز عود الإسلام ومناهجه في الدعوة والاصلاح ووصفه بالإرهاب وهم بهذا يتنكرون لدينهم ويؤذون اخوانهم ويفتحون ابواب النقد لاعدائهم ويعلنون معارضة سياسة هذا الدولة المباركة التي تتبنى العقيدة الإسلامية وتفتخر بتطبيق الشريعة الإسلامية. أسأل الله تعالى ان يهدي ضال المسلمين ويجمع كلمتهم على الهدى والحق وان يحفظ لنا أمننا وان يديم عزه وفضله على هذه البلاد وان يعز حكامها بالإسلام ويعز بهم الإسلام وان يقمع أعداءهم ويكبتهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* عضو هيئة كبار العلماء
|