* حوار - مسلم الشمري:
استنكر الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الدكتور صالح بن حسين العايد الانفجارات الارهابية الاجرامية التي حدثت في مجمع المحيا السكني مساء يوم السبت الماضي.
وقال فضيلته في حوار خاص ل«الجزيرة» ان العمل الاسلامي بالخارج قد تضرر بأسباب هذه الاحداث الارهابية وجعلت الدول الغربية وكذلك الدول الاسلامية تقف موقف الشك والريبة من الاعمال الخيرية التي ليس عليها غبار، وأشار الدكتور العايد ان هذه الاعمال الارهابية يقف خلف ستارها أعداء الاسلام ولكن للاسف الشديد التنفيذ من أيدي مسلمين، ودعا فضيلته جميع المؤسسات الحكومية والخاصة الى الوقوف في صف واحد لمعالجة هذه القضية التي تهدد وحدتنا واستقرارنا. وإلى تفاصيل الحوار:
العايد
** ما تعليق فضيلتكم على الاعمال الارهابية الاجرامية التي هزت مجمع المحيا مساء يوم السبت الماضي بالعاصمة الرياض؟
- الأحداث المؤسفة التي حدثت في الرياض لاشك انها تكدر الخاطر وتجعل المرء حيران كيف يحدث هذا في بلاد الحرمين الشريفين في بلاد تعتز بأنها من أمة الاسلام وتدين بهذا الدين الحنيف الذي يقوم على الاخوة والتواد والتراحم ويقوم حتى مع المخالفين يقوم على التسامح وعلى مراعاة العهود والمواثيق لاشك ان الذي حصل أمر محزن وأمر يجعل الانسان يدعو من كل قلبه ان يجنب الله سبحانه وتعالى هذه البلاد الطيبة المباركة التي هي آخر معقل للاسلام ان يجنبها شرور الاشرار وكيد الذين يتربصون بهذه البلاد وبهذه الامة الدوائر ونسأل الله ان يحفظ بلادنا بحفظه وأن يحفظها بعين رعايته وان يهدي الضالين وان يردهم الى الصواب فالامة أحوج ما تكون إلى التآلف والتراحم والى ان يكون بأسها ضد عدوها هو الشديد وأما بينها وبين أهلها فهو التواد والتراحم والألفة وانه من العجب ان يكون المؤمن عزيزاً وقويا على أهله وفي الوقت نفسه لينا ورحيما بأعدائه لكن الشيطان يزين للإنسان في كثير من الاحيان عمله حتى يرى ما ليس بالحسن يراه حسنا.
** هل للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية دور فعلي في استئصال ظاهرة العنف والتطرف والغلو والارهاب التي أصبحت واقعا في وطننا الحبيب؟
- طبعا كل مسلم يجب عليه ان يشارك في التحذير من هذا الفكر وأيضا كل طالب علم أو عالم أو صاحب فكر لا بد ان يسهم في حل هذه المشكلة المرء حينما يتذكر بدايات هذا الفكر يتذكر أيضا انه قد تقدم عدد من الغيورين بالتنبيه بخطورة هذا الفكر ولا شك ان الفكر التكفيري حينما يوجد في أي بلد فإنه يستشري بسرعة ويلقى أذنا صاغية من غير المتعلمين الجهال الذين لا يدركون الاحكام الحقيقية للاسلام ولا يدركون كيف يجب على المرء المسلم ان يتعامل مع اخوانه ومع غير المتفقين معه ولذلك حقيقة كنت ممن خشي وخاف خوفا شديدا بانتشار هذا الفكر ودعوت أنا وغيري إلى ضرورة مناقشة أصحاب هذا الفكر مناقشة علمية وان يتصدى العلماء والدعاة وطلاب العلم الى من يحمل مثل هذا الفكر لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر انني اقترحت تكوين لجنة لدراسة هذا الموضوع من الناحية الفكرية وكيفية التعامل معها وقبل ان يتطور الوضع ويصل الى المرحلة التي نحن نأسف كثيراً انه قد وصل إليها حيث سالت الدماء وروع الآمنون وأصبح المرء لا يدري ماذا سيقدم وبماذا سيأتي يوم غد فلذلك أنا ما زلت أرى أن الموضوع يحتاج الى ان يسهم الجميع في حله ولا أن تنبري جهة واحدة ولا ان يتقاعس الآخرون عن القيام بدورهم فكل واحد منا بهذه البلاد الطيبة واجب علينا ان نحافظ على أمن بلادنا وان نحافظ على بلادنا من أي عمل يؤدي به الى ان يزعزع وضعها أو ان يجعل للمتربصين بها مجالا في التدخل في شؤونها ولاثارة القلاقل والفتن فيها ولذلك اعتقد أن الأمر يحتاج الى وضع حلول جذرية فكرية لمعالجة هذا الأمر وأعتقد انه يجب على الشباب ان يعي جيدا ان الله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس دماءهم وأعراضهم وأموالهم وسواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين فالمسلم بحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يعصم دمه وماله وعرضه وعقله وغير المسلم بحق العهود والمواثيق التي جاء بها الى بلدنا فإنه أيضا محرما ازهاق روحه أو التعدي عليه «إلا من ظلم معاهداً فأنا حجيجه يوم القيامة، ومن حججته فقد خصمته».
هذا ليس قولي بل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فلذلك لابد ان يعي الشباب هذه القضايا وان الدماء ليس أمرها سهلا فإن الدماء عقابها عند الله شديد ولا بد ان يعوا بهذا وهذه نقطة والنقطة الاخرى أيضا ان بلادنا هي معقل الاسلام فإذا اهتز هذا العقل لا سمح الله ونسأل الله ان يحفظ هذه البلاد فإن الخسارة ليست فقط لنا نحن بأن لا نعيش في أمن بل الخسارة للمسلمين جميعا لان في استقرار المملكة استقراراً للمسلمين بعامة وفي بقاء المملكة رائدة وتدعم الاعمال الاسلامية الخيرية في ذلك أيضا مصلحة عظمى للاسلام والمسلمين وأنا أعجب حقيقة ويحز في نفسي كثيرا أن بعض هؤلاء الشباب لا يفكرون في مصير الامة.
الله سبحانه وتعالى شرع الجهاد وجعل الجهاد الحقيقي كما عرفه رسولنا صلى الله عليه وسلم «من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا» إذا هدف الجهاد هو اعلاء كلمة الله فهل في مثل هذه الاعمال اعلاء لكلمة الله أعتقد ان الجميع يتفقون على أن مثل هذه الاعمال ليس فيها اعلاء لكلمة الله ولذلك يجب على هؤلاء الذين وقعوا ضحية لهذا التضليل ان يتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم وان يتقوا الله في بلادهم ويتقوا الله في أمتهم فإن الطريق الذي يسيرون عليه طريق غير صحيح لا بد ان يتنبهوا الى هذا وان يزين لهم الشيطان أو زين لهم دعاة الضلالة مثل هذه الاعمال فإن هؤلاء يدلونهم على غير طريق الحق فطريق الحق واضح أبلج ولا يمكن ان يشك في ذلك أحد.
أما المجلس فكما هو معلوم شأنه يختص بالاعمال الاسلامية للمملكة في الخارج وليس مختصا بالداخل لكن بكل تأكيد ان كل الاجهزة في المملكة وكل المنظمات والمؤسسات العلمية والدعوية بل حتى الافراد ان الجميع مطلوب منه ان يسهم في علاج هذه المشكلة فلذلك ليس غريبا ان يتقدم المجلس او لجنته التحضيرية أو حتى الموظفون والعاملون فيه ليس غريبا ان يسهموا برأي أو بفكر حول هذا الموضوع لكن من حيث الاساس ليس للمجلس علاقة بهذا الجانب.
** ولكن الا تعتقد معي دكتور انه من باب أولى الآن أن ينصب المجلس بأعماله التوعوية والدعوية والخيرية في الداخل خصوصا اننا نعاني من فكر دموي خلال السنوات القليلة الماضية؟
- لكل اختصاصه حينما تقول ان المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية مختص بالاعمال الاسلامية للمملكة في الخارج فهذا هو الذي قرره ولاة الامر في ذلك ولكن هناك مجلس آخر هو المجلس الاعلى للدعوة الاسلامية هو المختص بالشؤون الدعوية في الداخل ولكن ليس هذا تنصلا حينما تقول هذا الشيء وليس حينما تقول ان المجلس انه يختص في الخارج معنى ذلك انه يجب عليه ان يترك الخارج ويهتم بالداخل لأن للداخل جهاته وأجهزته التي تتولى الامر فيه لكن بكل تأكيد ان الافكار والرؤى يجب على الجميع ان يقدمها سواء ان كان من يختص في الداخل أو الخارج وقد جاءت رؤى من عدد من المختصين في الخارج يبدون ارائهم ولكن بشكل تطوعي وليس بشكل رسمي.
** وهل قدم دراسات وأبحاثا عن الغلو والتطرف والارهاب التي تعاني منه بلادنا؟
- أساس هذا الموضوع ان تكون الدراسة اصلا.. ما أسباب الغلو وما اسباب التطرف التي وجدت هذا الاساس الذي نحن يجب ان نتحدث فيه نعم قدمت رؤى حول كيف يمكن ان تتعامل المملكة مع مثل هذا الفكر وهذه الاراء تعرض الان على المسؤولين في بلدنا الطاهر.
** هل تعرض العمل الاسلامي في الخارج لشيء بسبب الاحداث التي شهدتها المملكة من عنف وارهاب وسفك دماء للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء؟
- حينما أشرت الى ان هدف الجهاد هو اعلاء كلمة الله نحن علينا ان نتساءل هل هذه الافعال التي تحصل الان باسم الجهاد هل هي تسهم في اعلاء كلمة الله سواء في الداخل أو الخارج طبعا لا والحقيقة انا أقولها بكل وضوح وكل تجرد وأيضا أقولها لكل شاب تكون نيته ان يخدم هذا الدين أقول له ان خدمة الدين بطريقة غير صحيحة انها تؤدي الى نتائج غير طيبة الشيء الطيب يخرج نباته طيبا بإذن ربه، الان تسألني هذا السؤال أقول لك لقد تضرر العمل الاسلامي في الخارج بهذه الاحداث التي تحصل سواء التي حصلت في السعودية أو حصلت في غيرها لماذا؟ لأن النتيجة شيء طبيعي حينما تتعامل بالحسنا ستجد ايضا الناس يتعاملون معك بالحسنا لكن حينما تتعامل بطريقة غير صحيحة فإن الناس سيشكون فيك وسيرتابون من كل عمل تقوم به ولذلك انا أناشد وأكرر على الاقل أوجه حديثي للناس الذين يغرر بهم الذين يزين لهم ان هذا العمل يخدم الاسلام والمسلمين أقول لهم من موقع المسؤولية ومن موقع الاطلاع الكامل على أحوال المسلمين في الخارج ان هذه النتيجة غير صحيحة بل ان الاسلام والمسلمين قد تضرروا كثيرا من مثل هذه الاعمال ولذلك أنا أدعوا الشباب ان يحفظوا دماءهم وأن يحفظوا دماء اخوانهم وان يرأفوا بأنفسهم فان هذا العمل الذي يسلكونه انه عمل غير صالح فلذلك أدعوهم وأناشدهم ان يتنبهوا الى المخاطر الشديدة التي تؤدي اليها هذه الاعمال غير المدروسة والاعمال التي لا تتوافق مع ديننا الحنيف.
** هل لمستم هذا الضرر بالعمل الاسلامي في الخارج من الحكومات أو المنظمات والهيئات أم من الافراد خصوصا في أمريكا وأوروبا؟
- المراقب سواء في أوروبا أو أمريكا أو حتى في غيرها من الدول المراقب للاوضاع يجد ان الضرر واضح كثيرا من الدول حتى دول إسلامية تجد انها تقف موقف الريبة والشك في الاعمال الخيرية التي ليس عليها غبار فما بالك بحرية التنقل بالنسبة للعلماء أو الدعاة أو طلاب العلم أو الراغبين في خدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان لاشك ان كل هذا قد تضرر بهذه الاحداث ولذلك أكرر ندائي على اننا يجب ان نعالج هذه المشكلة والمعالجة يجب ان تكون من الجميع وليست من فئة ولا من جهة واحدة بل من الجميع لا بد ان نسهم وهذا الدين ديننا وهذه الامة أمتنا وهذا الوطن وطننا لا بد ان نكون نحن جميعا حكومة وشعبا نعيد النظر في أسلوب تعاملنا ونعيد النظر في هذا الامر الذي وصلنا نحن إليه لا بد ان نعالج هذه القضية والمعالجة يجب أن يقوم بها الجميع وان تكون بطريقة تحقق المصلحة وتبعد المفسدة ولا شك ان هؤلاء الشباب هداهم الله ان كثيرا منهم لا يعرف الحقيقة وانه مغرر به إذاً علينا نحن ان نكسب هؤلاء وان لا نكون للشيطان عونا ضدهم بل علينا ان نقنعهم بالتي هي أحسن بأن الطريق الذي يسلكونه انه غير صحيح وانه سيؤدي الى اضرار.. هذه نقطة ايضا الشيء الاخر ان نكون على حذر من هؤلاء الذين يزينون لهؤلاء الشباب يزينون لهم سلوك هذا الطريق ويجب ان نعلم ان كثيرا من الاحيان يتبين لنا ان وراء هذه الاعمال أعداء للاسلام والمسلمين وعلى هؤلاء الشباب ان يتنبهوا والحقيقة المجال لا يسمح بالحديث المفصل في هذا الجانب لكن كثيرا من الامور تبين بعد ذلك انه يقف خلف الستار اعداء للاسلام والمسلمين لكن للاسف الشديد الايدي التي تمتد لهذا العمل هي ايدي مسلمين فلذلك لا بد ان يتنبهوا ليس كل من أعطاك كلاما معسولا معناه انه يريد لك الخير وهذه نصيحة للشباب ان يتنبهوا الى هذا ليس كل من حدثهم عن الجهاد معنا ذلك انه فعلا يريد لهؤلاء الخير ولهذه الامة الخير وأصبح سهلا جدا ان يتقمص الاعداء شخصيات مؤثرة في الناس ويزينون لهؤلاء الشباب سوء الاعمال وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، وعلى هؤلاء الشباب ان يتنبهوا أن ارادة الشر لبلدهم انها ارادة شر للاسلام والمسلمين وان هناك من يغتاظ لبقاء المملكة سامقة بدينها ومعتزة بقيمها ويجب علينا ان لا نكون عونا لهؤلاء الذين لا يسرهم حالنا الا نكون عوناً لهم في هدم بلدنا، وعلينا ان نتعظ من تجارب الدول الاخرى فعلى الشباب ان يعرفوا ان غيرهم قد سلك هذا الطريق فلم يؤد الى نتيجة.
|